لفظت مياه الأطلسي اليوم الثلاثاء 23 ماي 2023 غبر بعيد من قرية الصيد البويردة، حوتا ضخما ينتمي وفق مصادر إدارية محلية للثديات فصيلة العنبر الذي، يعرف بالمغرب بإسم cachalot، ويُعتقد أنَّه مُشتق من كلمة فرنسيَّة بائدة تعني «سن» أو «الأسنان الكبيرة».
وإستنفر الحادث سلطات المنطقة خصوصا المصالح الدركية التي كانت قد عاينت الحوت، وسط إهتمام كبير في أوساط مصالح المعهد الوطني للبحث في الصيد بالمنطقة ، للوقوف على الأسباب الرئيسية والتقريبية الكامنة وراء نفوق الحوت، إلى جانب التخلص منه بالحرق و الذفن، تفاديا لتلويث البيئة أو خوفا من تعاطي المواطنين مع لحومه و تجنيبهم استهلاكها. حيث أكدت مصادر عليمة أن هذا النوع من الحيتان متواجد بالسواحل المغربية ويحضى بإهتمام كبير في الأوساط المحلية.
ووفق ذات المصادر فإن أسباب النفوق تبقى التخمينات بشأنها كثيرة ومتعددة، نلخص البعض منها في صراع الذكور في فترة التزاوج، وأيضا الأمراض المختلفة التي تصيبها. فضلا عن جانب التغيرات المناخية والشيخوخة. ما يجعل نسبة كبيرة من وفيات هده الأصناف البحرية تغرق في الأعماق، بينما نسبة ضئيلة منها، هي التي تجنح بالشواطئ والسواحل بعد تقادفها بسبب الأمواج و التيارات البحرية القوية، التي تعرفها السواحل المغربية هذه الأيام.
وحسب ويكببديا يصل مُعدَّل طول الذكور البالغة من هذا النوع من الحيتان يصل إلى 16 مترًا ، لكن قد يصل طولها إلى 20.5 مترًا ، ويُمثّلُ الرأس ثُلث طول الحيوان. تقتات حيتان العنبر على الحبَّارات العملاقة والحبَّارات الهائلة بشكلٍ رئيسيّ، وهي تغوص عميقًا حتى أعماق المحيط كي تحصل عليها، ويمكنها أن تغوص حتى عمق 3 كيلومترات تحت سطح الماء، وبهذا فهي أعمق الثدييات غوصًا. تتواصل حيتان العنبر بواسطة صدى الطقطقات التي تُصدرها، وصوتها مُرتفع يُمكن أن تصل حدَّته إلى 230 ديسيبل تحت سطح الماء، وهي تملك صوتا أعلى من جميع الثدييات على سطح الأرض. كذلك فهي تمتلك أكبر دماغٍ بين جميع المخلوقات، ويزيد وزنه عن وزن دماغ البشر بحوالي خمس مرَّات.
وغذت ظاهرة نفوق الحيوانات البحرية بالجنوب المغربي، لاسيما بالسواحل الممتدة بين طانطان والعيون، مصدر قلق للباحثين والمهتمين بالبيئة البحرية والتنوع البيولوجي البحري ، في ظل التزايد الذي تعرفه الظاهرة. حيث أصبح المشهد مألوفا كل سنة تسجيل جنوح أحياء بحرية نافقة كالحيتان والأسماك والسلاحف البحرية ، فضلا عن الدلافين. لكون المنطقة تعتبر ممرا للتيارات البحرية، التي تجر معها ما تجده في طريقها للتخلص منه بالسواحل.