أفتتح في الساعة الأولى من اليوم الإثنين 20 دجنبر 2021 الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط بولوج سفن الصيد بنظام التجميد ومراكب الصيد الساحلي للمصيدة ، قبل أن تلتحق بهم قوارب الصيد التقليدي مع طلوع شمس هذا اليوم ، حيث تتجه الأنظار بعد ساعات من الآن لعودة قوارب الصيد، لمعرفة نوعية الأحجام المتداولة وكذا الأثمنة التي سيفتتح على إيقاعها الموسم الجديد.
جهات مهنية إعتبرت هذا الموسم، إستثنائيا في السنوات الآخير ، سواء من حيث موعد الإنطلاق ومدة الموسم الممتدة من 20 دجنبر 2021 إلى نهاية مارس2022. (بدل الفترة الممتدة من فاتح يناير إلى منتصف أبريل التي كان معمولا بها في السنوات الآخيرة) وكذا من حيث حجم الكوطا الممنوحة، بعد أن رخص الموسم الجديد لصيد 43500 طن جنوب بوجدور و4500 طن ببوجدور، و9200 طن شمال بوجدور، ضمنها 2160 طن بالدائرتين البحريتين طرفاية والعيون. وهي أرقام لم تكن منتظرة، خصوصا بعد أن قررت وزارة الصيد تأخير إنطلاق الموسم لأسبوع إضافي، في خطوة كانت قد أثارت الكثير من الجدل في الوسط المهني، قبل أن تعود ذات الوزارة بقرارها الجديد لتزيد من حدة هذا الجدل، بإعتماد حجم كوطا بالمصيدة الجنوبية، يعود بأساطيل الصيد إلى سبع سنوات خلت. خصوصا أن إعلان مثل هذه الكوطا، يعود إلى موسم الصيد 2014/2015 الذي أقر صيد 42657 طن.
مصادر شديدة الإطلاع أكدت للبحرنيوز أن تأخير إنطلاقة موسم الصيد هو يعود بالأساس لإنتشار الصغار، وليس لتراجع الكتلة الحية. حيث أن المعهد كان قد أشار في تقريره للتطور الحاصل في المخزون ، والذي يطغى عليه الصغار. وهي معطيات تقدم مؤشرات جيدة بخصوص الموسم الجديد. ما جعل من وزارة الصيد تقرر بتوصية من المعهد الوطني للبحث في الصيد، تأخير الموسم لأسبوع إضافي لحماية صغار الأخطبوط، مع إغلاق مضلعين بالمصيدة الجنوبية، يعرفان إنتشارا قويا للصغار ، من بداية الموسم إلى مطلع السنة القادمة. هذا مع دعوة الأطقم البحرية إلى التحلي بالمسؤولية في التعاطي مع المصيدة.
لكن بالمقابل أكدت ذات المصادر أن الموسم الشتوي وكعادته دائما، ستسيطر عليه الأحجام الصغيرة والمتوسطة بين الطاكو T4و T5و T6 و T7. فيما ذهبت مصادر أخرى إلى الحديث على كون مصيدة الأخطبوط، يحكمها نظام خاص على شكل سلسلة زمنية مغلقة تمتد لسبع سنوات، تتطور فيها الكتلة الحية بشكل متذبذب، وهو معطى يمكن إستخلاصه من قرارات وزارة الصيد، التي ترفع وتخفض الكوطا حسب حالة المخزون. حيث يبقى على الفاعلين المهنيين تدبير الكوطا بكثير من المسؤولية ، بعيدا عن الأنانية والذاتية، لضمان إستدامة المصيدة.
وإستبعد بعض المهنيين سواء ببوجدور أو الداخلة قدرة أسطول الصيد التقليدي على إستنفاد حصته من الأخطبوط التي أقرها القرار الجديد، لاسيما وأن المنطقة على موعد مع الكثير من التوقفات بفعل الإضطرابات الجوية، التي تطبع المصايد المحلية خلال هذه الفترة من السنة . وهو ما يفتح الباب أمام ممارسات لا أخلاقية تحتاج للكثير من الصرامة، في مواجهتها، لتخليق النشاط المهني في موسم الصيد وضمان شفافيته على مستوى المعاملات.
وحذرت ذات المصادر من نشاط تبييض الأطنان من الأخطبوط، التي تم صيدها إبان الراحة البيولوجية، حيث أكدت مصادر شدية الإطلاع، أن أرباب وحدات التجميد يتحينون الفرص في إضفاء المشروعية على المصطادات المكدسة في مستودعات سرية، خصوصا وأن المنطقة عرفت الكثير من الإنفلاتات تزامنا مع الفترة الإنتخابية، التي جعلت السلطات توجه بوصلتها نحو الإنتخابات. وهو ما يفسر التراخي الحاصل على مستوى السواحل المحلية، التي عرفت نشاطا للصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المصرح به منقطع النظير، في الأشهر الثلاث الآخيرة تفيد جهات متتبعة للشأن البحري بالمنطقة الجنوبية.
ونبهت المصادر إلى ضرورة تعزيز أليات المراقبة، وتحصين الموسم ضد الممارسات التي تخدش تطور القطاع، وتهدد في ذات الآن المنافسة الشريفة ، بل أكثر من ذلك فالأطنان المكدسة في ظروف صعبة بالمستودعات السرية، سيتم تبييضها بطرق ملتوية، وستجد طريقها للتصدير، لكن في غياب الجودة التي تميز المنتوج المغربي، وهو ما يهدد أثمنة الأخطبوط المغربي في السوق الدولية، إن لم تتحرك الجهات المختصة، لمواجهة الظاهرة، ومنع تشويه صورة المصدرين المغاربة.
البحرنيوز : يتبع
