سيطرت الوضعية البنيوية التي وصفت بالمقلقة للبنية التحتية لقطاع الصيد التقليدي بالدائرة البحرية الأطلسية الشمالية، على أشغال الدورة العادية الثانية برسم سنة 2023 لغرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية، التي إنعقدت أمس الجمعة بأحد فنادق الدار البيضاء.
وتم تقديم عرض مفصل يشخّص واقع نقط تفريغ السمك المجهزة وغريمتها غير المجهزة بتراب الغرفة، حيث عمل الفريق الإداري للغرفة من خلال هذا العرض، على جرد الأعطاب والتحديات التي تواجه نقط التفريغ، من خلال الخلاصات المستنبطة من زيارات ميدانية قادت الفريق لمجموعة من نقط التفريغ التي تواجه صعوبات كبيرة بالمنطقة.
وقال كمال صبري رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية، ان البنية التحتية المرتبطة بالصيد التقليدي، تواجه اليوم مجموعة من التحديات، التي تحتاج لتدخل الوزارة الوصية لإعادة الإعتبار للصيد التقليدي بالمنطقة ، حيث أمهلت الغرفة الجهات المختصة ثلاثة أشهر من أجل تقديم شروحات إجابات بخصوص إنتظارات الفاعلين المهنيين لزرع الحياة في مجموعة من نقط التفريغ ، وإخراج أخرى من طابعها الموسمي.
وأوضح صبري في إتصال مع البحرنيوز ، أنه من غير المعقول أن تتوفر الدائرة البحرية على 22 نقطة صيد، 10 نقط مجهزة و12 نقطة تواجه اليوم تحديات كبيرة، مبرزا في ذات السياق أن حتى النقط المجهزة، هي اليوم تتخبط في مجموعة من المشاكل، التي تحصر نشاطها في الموسمية، إنسجاما مع مواسم الأخطبوط أو الطحالب، فيما تعيش أخرى أوضاعا غير مفهومة .
وأكد رئيس الغرفة أن هذه النقط التي كلف إنجازها إستثمارات كبيرة ، هي اليونم غير قادرة على القيام بأدوارها في التنمية الإقتصادية والإجتماعية لرجال البحر في الصيد التقليدي، كما أن أسواق السمك بهذه النقط هي لا تشتغل إلا موسميا ، فيما تبقى أغلبية المعاملات المرتبطة بنشاط الصيد التقليدي بالمنطقة، تتم خارج السوق ،بمعنى السوق السوداء . وبالتالي فنقط التفريغ لم تسعف البحارة في الإستفادة الإجتماعية، إنسجاما مع الورش الملكي الكبير المرتبط بالتغطية الإجتماعية، وكذا الإرادة الحكومية في تفعيل هذا الورش الهام .
إلى ذلك نبه المصدر المسؤول أن المنطقة تعرف اليوم إنتشار حوالي 12 نقطة صيد غير مهيأة بتراب الغرفة، تشغل أزيد من 3000 بحار، يمارسون نشاطهم في ظروف صعبة للغاية، تهدد حياتهم ونشاطهم، وتضرب في العمق جهود الدولة في تنظيم هذا النشاط ، وتخليق الممارسة المهنية ، حيث بات لزاما التفكير الجاد في حلول لتهيئة هذه النقط، وإيجاد الطرف الكفيلة لضخ إستثمارات كبرى لهذه المناطق، على إعتبار أن الصيد التقليدي يبقى في عمومه صيدا معاشيا، بأبعاد تضامنية .
وكان اللقاء قد عرف الخوض في مجموعة من النقاط، يبقى أهها تدارس الإعداد لموسم الأخطبوط ، حيث التطرق لما يعرفه هذا النوع الرخوي من تطور على مستوى الدوائر البحرية في السنوات الاخيرة ، فيما تم التركيز على قرار التمديد الذي شكل صدمة للفاعلين في الصيد الساحلي والتقليدي بموانئ ونقط التفريغ بنفوذ الدائرة البحرية الأطلسية الشمالي. هؤلاء الذين كانوا يعوّلون على إنطلاق الموسم في وقته المحدد. كما تداول اللقاء في سياق آخر حول الإستعدادات الجارية لموسم الطحالب، حيث تمت دعوة الوزارة الوصية لعقد لقاء لتدارس أفاق هذا الموسم ، لاسيما في ظل التحديات والمشاكل التي تواجه التسويق. فيما شكل اللقاء مناسبة للتداول في وضعية اسطول الصيد الساحلي.