عادت “الشمبريرات” لتظهر من جديد وهي تمارس الصيد الممنوع بمناطق ممنوعة في خليج الداخلة، في صورة تعرّي واقع المراقبة بجهة الداخلة وادي الذهب، وتضرب في العمق مختلف جهود الإصلاح، التي تم تنزيلها على مستوى المصيدة الجنوبية، والتي كان من أبرز تجلياتها إلغاء الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط بالمنطقة الجنوبية، وإغلاق أربعة قرى للصيد في وجه الصيد التقليدي. بما حمله ذلك من تضحيات جسام للوسط المهني.
فعلى بعد أقل من شهر عن إنتهاء الراحة الطويلة التي أقرّتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، لمصيدة الأخطبوط، ظهرت “الشمبريرات” وهي تمارس “عادتها السيئة” حسب وصف مهني، على مرمى من أنظار مرتادي الشواطئ والسلطات. حيث شوهدت الإطارات الهوائية وهي تناور بالعشرات في مكان ممنوع. ما ينم عن عودة الصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المصرح به، ليتربص بالأنوع الرخوية التي يتقدمها الأخطبوط ، لاسيما وأن تصريحات متطابقة لفاعلين مهنيين أكدت للبحرنيوز، أن مصطادات أغلبية ممتهني هذا النوع من الصيد غير القانوني، عادة ما تجد طريقها لمستودعات أو مخابئ بالأحياء السكنية. وهو ما يصعّب من مأمورية سلطات المراقبة الإدارية في تعقب هذه المصطادات لكون عملية التفتيش داخل المنازل تقع خارج إختصاصات الجهاز الإداري المكلف بالصيد.
وأوضحت ذات المصادر، ان الظاهرة تتسم بالكثير من التحديات والمشاكل، والتي يبقى أولها ممارسة الصيد بوسيلة ممنوعة وغير مرخصة وفي اماكن ممنوعة وهي وضعية غير مقبولة، ولن تتسامح معها التمثيليات المهنية للصيد البحري وكذا مصالح إدارة الصيد. لما يحمله المشهد من فوضوية وتجرأ على القانون، وكذا تهديدات للسلامة البحرية، لأن هذه الممارسات الشادة التي تمارس خارج الضوابط القانونية ، هي محفوفة بالمخاطر، لاسيما وأن الكل يتدكر نازلة شتنبر الماضي، حين تلاعبت الثيارات البحرية بالعديد من الأرواح ،التي كانت على متن شمبريرات. وهو ما أثار الكثير من المخاوف والهلع ، لاسيما وأن ثلة من ممتهني هذا العمل، عادة ما يقضون غرقا دون أن يعرف بهم أحد.
ونبهت المصادر في موضوع متصل، إلى حالة الإرتباك الذي تسببه هذه الإطارات الهوائية لمراكب الصيد، والتي تجد صعوبة في المناورة. كما يكون لها تأثير أيضا على السفن الواردة على الميناء، لأن تواجد أرواح بشرية في مسار السفن أّو على مقربة من قناة الولوج، قد يمنع هذه السفن من ولوج الميناء، وهو ما يتسبب في الإخلال بمهمة هذه السفن، الأمر الذي يكون له تأثير مباشر على التصنيف الدولي للميناء، كما قد يتسبب في خسائر للإقتصاد المحلي، بالنظر لتأثير مثل هذه الإنفلاتات الفوضوية على سمعة المنطقة في إستقطاب الإستثمار.
ذات المصاد لم تخفي تدمرها من الوضعية الإجتماعية لألاف البحارة، لاسيما في الصيد التقليدي. هؤلاء الذين وجدوا انفسهم، أمام وضعية شادة وغير منتظرة، نتيجة إلغاء الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط ، والإستمرار في إغلاق قرى الصيد بالمنطقة، دون أن تكون هناك ادنى تعويضات للعنصر البشري. لكن ذات المصادر أكدت أن هذه الأزمة، يجب على الجميع التعلم منها، لتلافي ازمات مماثلة، وذلك بالإحتكام للقانون والكف عن الصيد الممنوع، وعدم المجازفة بالأرواح على متن إطارات هوائية، قد تتحول لفاجعة إنسانية في أي وقت من الأوقات.
ودعت المصادر سلطات المراقبة ومعها مختلف المتدخلين، إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة، في مواجهة الظاهرة، لاسيما على مستوى البر، لأن السلطات بما تحمله من خبرة وتجربة، هي تملك أدق التفاصيل بمواجهة هذه الإطارات الهوائية قبل نزولها للمياه، ففي البر يمكن مواجهة الظاهرة بنوع من الرزانة والسلامة والآمان، اما على مستوى البحر فيصعب على سلطات المراقبة من باب السلامة البحرية تشير مصادر عليمة، مطاردة أصجاب الشمريرات، بما تحمله هذه العملية من مخاطر على أرواح المواطنين، لأن أي مطاردة قد تتحول لقدر الله لحادث بحري، قد تفقد فيه الأرواح ، لدى فمن الأجدر مواجهة الظاهرة في البرمن خلال تكاثف الجهود بين مختلف المتدخلين والإستثمار في التوعية، للقطع مع أي وصول محتمل للإطارات الهوائية إلى المياه.
وفي موضوع متصل يتتطلع الفاعلون المهنيين في صيد الرخويات إلى ما سيحمله يوم الأربعاء 23 نونبر الجاري من أنباء بخصوص مصيدة الأخطبوط، حيث ستنعقد بالمقر المركزي لقطاع الصيد البحري بالرباط أشغال لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط، للخوض في مختلف التفاصيل المرتبطة بمستقبل الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط، المقرر إنطلاقته بعد منتصف دجنبر 2022.
وسيتدارس هذا اللقاء عرض النتائج الأولية لحالة مخزون الأخطبوط على المستوى الوطني، للحسم في مستقبل الموسم المنتظر، حيث يترقب الفاعلون المهنيون ما سيحمله تقرير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري الأسبوع القادم، من مؤشرات، لاسيما وأن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القؤروية والمياه والغابات، كان قد إستبق إنعقاد اللجنة، ووصف ذات المؤشرات في تدخل له بمجلس المستشارين بالإيجابية ، مؤكدا أن موسم الصيد سينطلق في موعده بجهة الداخلة وادي الذهب.