ويرى متتبعون للشأن البحري أن هذه الخسارة لا يمكن أن تغطي على الخطر الذي يشكله الإستعمال غير المعقلن لمادة ثنائي أكسيد الكبريت “السولفيت وهي مادة يسهل الإهتداء إليها من خلال اللمعان والبريق المتزايد للون القشريات خصوصا القيمرون. حيث أن أغلبية المراكب تستعمل هذه المادة بكميات عشوائية تتحكم فيها المزاجية من جهة ، وكذا الرغبة في الإبقاء على مظهر القشريات ، حتى أن هناك من الأطقم من تضيف المادة لمرات متكررة حسب مدة نشاط الصيد التي تمتد أحيانا لأيام في البحر.
ويرى المتتبعون أن إضافة مثل هذه المواد تحتاج لنوع من الدقة ، وكذا الخبرة في التعاطي مع المادة، وليس الإعتماد على مبدأ الرش ، وخبط العشواء الذي تكون له إمتدادات خطيرة على صحة المستهلك على المستوى المتوسط والبعيد . وهو ما أظهرته تحليلات سابقة خضعت لها عينات من مصطادات مراكب الصيد بالجر في وقت سابق بميناء أكادير. هذه الاخيرة التي كشفت وفق مصادر رسمية، عدم إحترام المعايير في إضافة مادة “Sodium Metabisulfite”، لمصطادات القيمرون. فالتوصيات تسمح بإضافة 300 ميليغرام كسقف في ppm، فيما خلصت التحليلات التي أجريت على هذه القشريات موضوع الإختبار من طرف مصالح ONSSA باكادير، أنه يحتوي مابين 4000 و6000 في ppm، وهو رقم خطير يؤكد سيطرة العشوائية على إضافة هذه المادة بشكل متكرر، للحيلولة دون تأثر لون القشريات وبريقها على حساب صحة المستهلك.
هذه الخلاصات جعلت المكتب الوطني للسلامة الصحية “ONSSA” يدق ناقوس الخطر بشكل جدي وفي تحذيرات شديدة اللهجة، بخصوص إستعمالات المادة. غير أن الصمت عاد ليسيطر على الموقف، في غياب توضيحات رسمية بخصوص تطورات ملفات سابقة، رغم إتصالات بمجموعة من المصالح المسؤولة، وهو المعطى الذي جعل ريما تعود لحالتها القديمة. لأن الوضعية كانت تفرض تنظيم لقاءات تحسيسية لمواكبة أطقم الصيد ودفعهم للإنضباط للتوصيات الصادرة عن المكتب، والتي قد وصلت حد الوعيد بعد رصد تجاوزات وصفت بالخطيرة في هذا السياق.
ويشدد الفاعلون على ضرورة إعتماد ورشات تكوينية لفائدة الأطقم البحرية، التي تشتغل في إستهداف القشريات، والتي عادة ما تستعمل هذه المواد الحافظة. وذلك لخلق وعي مهني بأهمية إحترام المعايير التوجيهية، التي تصاحب إستعمال هذه المواد، والتأكيد على أن أي تجاوز للكميات المسموح بها، ستحول القشريات المصطادة إلى مواد سامة، ستكون لها إنعكاسات سلبية على صحة المستهلك. فيما نبّه الفاعلون على تعزيز أليات المراقبة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية لهذه المفرغات على أبواب شهر رمضان الأبرك، وبشكل دائم يقطع مع موسمية المراقبة.