يواصل بحارة الصيد التقليدي ممارسة انشطتهم البحرية بسواحل سيدي إفني خلال شهر الصيام، بصدر رحب رغم الإختلافات البسيطة التي تدخل على برنامجهم اليومي وكذا النظام الغذائي والتعبدي خلال هذه الفترة من كل سنة.
واعتبر عدد من البحارة في تصريحات متطابقة للبحرنيوز، أن الصيام لا يمنعهم من الاستمتاع برحلات الصيد، بل على النقيض من ذلك، فأيام الصيام تضفي صبغة روحانيه تطفو على الحركية المهنية والعملية، وقت ممارسة أنشطتهم البحرية بعرض السواحل البحرية.
فلكل مهنة هيكلها وطريقة عملها يوضح عبد الكريم أحد بحارة قطاع الصيد التقليدي بسيدي افني، غير أن عملية الإبحار خلال شهر الصيام، تتخللها مجموعة من الضوابط المهنية المتعارف عليها في المنطقة، إذ يبقى على مهنيي الصيد التقليدي الإلتزام بها واحترامها. وهو الأمر الذي يساهم حسب قوله في إضفاء صبغة التجديد على رحلاتهم البحرية، التي تقطع مع روتين العمل البحري على طول السنة، من خلال تغيير النظام الغذائي والتعبّدي .
وينطلق الصيادون خصوصا خلال الرحلات طويلة المدى التي تتجاوز 3 أيام، والمعروفة في الأوساط المهنية “ببياخي” باستباق موعد الإنطلاق في رحلة الصيد ، لتتيح لهم الفرصة باقتناء ما تجود به الأسواق المحلية من مواد غذائية “الكاشطي” التي تشتهيها أعين البحارة. فمن هؤلاء يبرز البحار عبد الكريم، من يكتفي ببعض المأكولات المطهوة في المنزل، ومنهم من يضيف عليها، ومنهم من يكتفي بالمواد الغذائية المتوفرة، في السوق المحلية فقط، دون إغفال استهلاك ما تجود بيه السواحل البحرية من مصطادات سمكية، لما لا ونحن بعرض السواحل البحرية كما جاء على لسان عبد الكريم.
وينطلق بحارة الصيد في رحلة بحرية على متن قواربهم التقليدية ، بحثا عن ما ستجود به السواحل المحلية، حيث ترمى معدات الصيد من سنارات مطعمة أو شباك الصيد، مصحوبة بالصلاة والتسليم على النبي، في انتظار صيد ثمين. وهي فترة سانحة تسمح لبعض البحارة لتلاوة القرآن أو التدبّر في خلق الله، والابتهال للخالق ومناجاته. فانت تتأمل في السماء، والبحر، والرياح، حيث تتجلى قدرة الله وجبروته، وكذا رحمته بقاربنا الصغير الذي تتقاذفه الأمواج .. يقول عبد الكريم في إفادته للبحرنيوز.
وأضاف البحار الشاب في مسترسل حديثه، ان البحارة يفرشون مأكولاتهم من حليب وتمر وشباكية وكذا مأكولات تستجيب لخصوصيات الشهر الفضيل، بما فيها “مقيلة” المصطادات السمكية. حيث يتم الاعتماد على وجبات خفيفة صحية، مع تجنّب الوجبات الدسمة، التي تسبّب التخمة والخمول. وذلك في انتظار وقت مغيب الشمس. حينها يجتمع البحارة على مائدة الإفطار، ليتوجهوا بعدها إلى إقامة الصلاة داخل القارب الذي تحتضن ألواحه الخشبية مساحة الصلاة، ومكان الطهي، ومكان تفريغ المنتوجات السمكية…
وأشار عبد الكريم أن الإضطرابات الجوية “ الموبيطة”، قلصت بشكل كبير من عدد أيام الإبحار، التي لم تتجاوز منذ بداية شهر الصيام عدد محدود من الرحلات البحرية، مبينا في ذات الصدد، أن رحلات البياخي تعتمد على قطع القوارب لأميال بين 45 و 50 ميلا بحريا، وذلك بهدف استقطاب ما تجود به السواحل البحرية. حيث اورد المصدر في ذات الصدد ان بعض من قوارب الصيد التقليدي جلبت أمس الاثنين 3 أبريل، أسماك “القرش” المش التي بيعت ب 35 درهما للكيلوغرام. وهو رقم وصف بالإستثنائي بالمنطقة .