أفضى لقاء جمع مهنيي الصيد الساحلي بمندوب الصيد البحري بميناء المرسى بالعيون يوم الخميس الماضي، إلى التوجه نحو اعتماد فترة تجريبية في سياق مراجعة الفترة الزمنية الفاصلة بين التصريح بمصطادات رحلة صيد وأخرى لنفس مركب السردين، حيث التشاور متواصل من أجل اعتماد 16 ساعة بدل 24 ساعة المعمول بها حاليا.
وكشفت مصادر مهنة أن هذا المطلب الذي يكتسي طابع الإلحاح في صفوف مهني الصيد منذ فترة طويلة، قد شكل محور لقاء جمع جمعية البديل للصيد الساحلي، وعدد من الربابنة الذين ينشطون بسواحل العيون بالكاتبة العامة في قطاع الصيد، بحضور مدير الصيد البحري، على هامش معرض أليوتيس، الذي اختتمت فعالياته مؤخرا بأكادير. وهو اللقاء الذي كان قد رمى بالكرة صوب السلطات المسؤولة بميناء العيون، بإعتباره يدخل ضمن الإجراءات التنظيمية الداخلية للميناء.
وأبرزت مصادر محسوبة على جمعية البديل لمهنيي الصيد الساحلي، أن إلحاحية المطلب، تكتسي جدارتها من كون عملية التصريح المحددة اليوم في 24 ساعة، هي تشكل حملا ثقيلا على المهنين والبحارة، موضحة في ذات السياق أن اعتماد 16 ساعة ستفسح المجال أمام التصريح في وقت مبكر، كما ستساهم في تخفيف الضغط على الميناء، حيث ستصبح العملية أكثر تنظيما، خصوصا إذا علمنا ان رسو المركب بمكان التفريغ يحتاج ساعتين إلى ثلاث ساعات.
وأفادت ذات المصادر أن من شأن اعتماد المدة الزمنية الفاصلة في شكلها الجديد سيفسح المجال لتسريع عملية التفريغ في وقت مهم، ما سيمكن البحارة من فترة استراحة قبل العودة للانطلاقة في رحلة صيد جيدة. هذا دون إغفال أهمية التوقيت المحدد في توجيه الأسماك صوب الطلب المحلي على مستوى وحدات التصنيع، ولكن بصفة أساسية توجيه المصطادات في اتجاه أسواق البيع الثاني بالمدن الداخلية، والتي تحتاج لوصول الأسماك في وقت مبكر.
من جانبه أكد مصطفى أيت عبي مندوب الصيد البحري بالعيون، أن القرار التجريبي هو يكتسي طابعا تقنيا ، ينبني في أساسه على مجموعة من الإجراءات التقنية والمعلوماتية ، مبرزا في ذات السياق أن المكتب الوطني للصيد قد تجاوب مع هذا الإجراء. وسجل في ذات السياق أن نجاح التوجه يتطلب أيضا إنخراط المهنيين، خصوصا في الإتفاق على توقيت معين للخروج في رحلات الصيد. كما أبرز في ذات السياق أن مثل هذه الإجراءات التنظيمية هي تروم بالمناسبة الحيلولة دون تدفق كميات كبيرة من الأسماك في وقت محدد. وهو الأمر الذي يضر بجودة المنتوج.
وسجل المصدر المسؤول بأن 16 ساعة لن تكون فترة إلزامية لمراكب الصيد بقدر ما تعني الحد الأدنى ،على إعتبار أن هناك من سيصرح في أزيد من 16 ساعة، على حسب المدة التي ستستغرقها رحلة الصيد، وفق الظروف المصاحبة للرحلة ، مشيرا إلى أن التصريح بالسواحل الجنوبية ظل يتراوح بين 18 ساعة و20 ساعة كفارق زمني. وهو معطى لا يمكن فصله عن التوجه العام الذي أصبح يطبع رحلات الصيد، التي تراهن على مبدأ الجودة بإعتماد الصناديق البلاستيكية ومادة الثلج، في سياق تحقيق التثمين تماشيا مع مبدأ الكوطا المعتمدة بالمصيدة.
ونوهت المصادر بالظروف الإيجابية التي ميزت أطوار اللقاء بالعيون، والذي حضره على الخصوص مدير الصيد البحري بوشتى عيشان وبدر الموساوي عن الجمعية الجهوية لأرباب، وربابنة و بحارة مراكب الصيد البحري بميناء العيون، وعبد الرحيم الهبزة مستثمر في قطاع الصيد الساحلي بالجنوب، ناهيك عن مندوب إدارة الصيد. حيث تم الاتفاق على اعتماد فترة تجريبية للوقوف على حيثيات التوجه الجديد، لتلافي الإكراهات التنظيمية، خصوصا وأن الخطوة هي تهم التصريح بالمصطادات، دون المساس بالفترة الزمنية الفاصلة المنظمة لرحلات الصيد الساحلي، والتي سيتم الإبقاء عليها في 24 ساعة.