تستعد الجمعية المغربية للطب البحري وبشراكة مع الجمعية الإسبانية للطب البحري، وبتوجيه من الجمعية الدولية للطب البحري، لتنظيم مؤتمر وطني للطب البحري يومي 14 و 15 أكتوبر 2022 بمدينة العيون، وذلك بمشاركة العديد من الأطباء المغاربة والأجانب الأخصائيين في هذا النوع من الطب.
وسيتميز هذا المؤتمر بتقديم العديد من العروض والأبحاث، من طرف المختصين في الطب البحري والصحة والسلامة البحرية، حيث من المنتظر أن يتداول المؤتمرون حول طب وصحة وسلامة رجال البحر ومعه القدرة البدنية على الإبحار، والمخاطر النفسية والاجتماعية ، إلى جانب الخوض في الوقاية من المخاطر المهنية والناتجة عن مزاولة نشاط البحر ، وكذا خدمات الإغاثة والإسعافات الأولية …
وينعقد هذا المؤتمر في سياق يعاني فيه قطاع الطب البحري في المغرب من عدة إكراهات وتحديات، لاسيما وأن قطاع الصيد البحري بالمغرب يعرف الكثير من التطورات والمتغيرات على مستوى نمط الممارسة المهنية، وهي تغيرات تتطلب قدرات بدنية ، لاسيما أون المصايد اصبحت تتسم بالمحدودية والبعد ، وهو ما يفرض جهدا مضاعفا ، ووقتا أطول للرحلات ، وهو ما يتطلب قدرات بدنية أكبر ، للمسايرة . كما ان هذا الجهد تكون له إنعكاسات على صحة البحارة.
ويرى المتتبعون للشأن البحري ، ان الطب البحري وأمام هذه التطورات ، ليس مسألة ثانوية، وإنما هو مدخل أساسي لتأهيل العنصر البشري والإرتقاء بقطاع الصيد ، ومسايرة التطور الذي يعرفه المجال ، الذي يشغل الآلاف من اليد العاملة والتقنيين من مختلف الأصناف، وتتبع المهنة البحرية ارتكازا على ضوابط صلبة ، إضافة الى الأهمية التي تكمن في في حماية العاملين في البحر ، من جميع الأخطار المهددة لأمنهم الصحي والنفسي والجسدي كواجب اجتماعي .
ويطالب المتدخلون بتعزيز الحضور الطبي على مستوى الموانئ ، ووضع الآليات الكفيلة التي تمكن رجال الوزرة البيضاء من لعب أدوارهم الحقيقية في قطاع الصيد ، كما أن الإهتمام الذي أصبح يوليه المغرب للمجال الصحي ، يفرض اليوم إعتماد تخصصات على مستوى كليات الطب بالبلاد موجه للطب البحري ، بالنظر للإمتداد الساحلي للمملكة ، والنشاط المتزايد للملاحة البحرية وقطاع الصيد وتربية الأحياء المائية .
ويوصي المهتمون بتوفير تكوينات متخصصة للأطر الطبية في المجال البحري، بإعتبارها ستضمن فتح أوراش الصحة البحرية، والتعاطي معها بالكثير من الدقة على مستوى المفهوم ، كما سيضع حدا للمشاكل والتحديات التي تواجه الأطباء بالنظر لإختلاف المرجعيات والتكوينات الطبية، فضلا عن نقص التجهيزات وغياب الوحدات الصحية الكافية، وهي كلها إكراهات وتحديات تعيق تطور الطب البحري بالمغرب، ومن المنتظر أن يتم تشريحها هذه التحديات ضمن لقاء العيون في أفق إعتماد توصيات بنيوية لتطوير قطاع الطب البحري بالمملكة .
أحسنت