أعربت منظمة الأمم المتحدة للأغدية و الزراعة المعروفة اختصارا ب”الفاو” عن قلقها تجاه الخطر الذي تمثله التسربات البيولوجية على البيئة و النظام الإيكولوجي العالمي في المدى البعيد. موضحة أن خطر هذه التسربات قد بلغ ذروته مع إبحار كائنات حية دقيقة حقيقية النواة تدعى “فيتوفثورا إنفستنس” من قارتي أمريكا إلى بلجيكا لتكون بذلك السبب وراء عدة مشاكل بيئية و أزمات غذائية أدت بالعديد إلى الهجرة الجماعية و المجاعة و الموت، وذلك بعد أشهر قليلة فقط من وصولها.
و عزت “الفاو” السبب في انتشار هذه الآفات عبر العالم إلى الشحن و البضائع التي تنقلها الحاويات البحرية بل وحتى الحاويات الفولاذية نفسها، إذ يمكن أن تكون السبب الرئيسي في انتشار أجناس نادرة بإمكانها تدمير المشهد البيئي العالمي. وهي الحاويات المتوفرة بشكل كبير في مختلف دول العالم، إذ تمتلك الصين لوحدها قرابة 527 مليون حاوية بحرية تبحر سنويا.
و أشارت المنظمة إلى أن تحليلا أجري على 116701 حاوية بحرية فارغة وصلت إلى نيوزلندا على مدى الخمس سنوات الماضية، قد كشف أن واحدة من أصل 10 حاويات كانت تحمل بالخارج ضعف نسبة التلوث الذي قد يكون بداخلها. و يشمل هذا التلوث عدة أنواع أهمها الحلزون الأفريقي العملاق والنمل الأرجنتيني والبقة البنية المرقطة و غيرها من الأنواع التي تهدد الغابات و المحاصيل الزراعية و قد تتسبب في أمراض خطرة. كما قد تتجاوز هذه المخاطر صحة الإنسان و سلامة البيئة لتتسبب في انسداد الممرات المائية و إغلاق محطات توليد الكهرباء حسب نفس المصدر.
و سجلت المنظمة أن حوالي 90% من التجارة العالمية تتم عن طريق البحر، ومع تعدد الوسائل اللوجستيكية و كثرة السفن أصبحت عملية التفتيش أمرا شبه مستحيل، مع اقتراحها لبديل بإمكانه المساهمة في التخفيف من حدة هذه الظاهرة دون الحاجة لإيقاف حركة التجارة، و هو عبارة عن رافعات أوتوماتيكية قادرة على تفريغ أو تحميل الحاويات في غضون 20 ثانية في ميناء من حجم متوسط.
