يعد اليوم الأربعاء 18 ماي 2022 يوم تاريخيا في مسار المرأة البحرية، حيث يحتفى العالم باليوم الدولي الأول للمرأة في القطاع البحري، وهو اليوم الذي اعتمدته المنظمة البحرية الدولية في عام 2021 بموجب قرار يعلن عن الاحتفال باليوم الدولي للمنظمة البحرية الدولية للمرأة العاملة في المجال البحري، في 18 ماي من كل عام، حيث يقام اليوم الأول في عام 2022.
ويأتي تخليد هذا اليوم الذي يعد إضافة في سياق تعزيز مكانة المرأة على المستوى الدولي، بهدف الاعتراف بدور المرأة الجوهري في صناعة النقل البحري حول العالم، وتمكين المرأة في العمل البحري بمختلف التخصصات. حيث يأتي تطبيقا لقرار الجمعية العامة للمنظمة البحرية الدولية رقم A.1147(31) بعنوان “الحفاظ على إرث الشعار البحري العالمي لعام 2019 وتحقيق بيئة عمل خالية من العوائق للمرأة في القطاع البحري”. والذي اعتُمد في اجتماع الجمعية بدورتها الحادية والثلاثين في نهاية عام 2019.
وعلى مستوى المغرب أصبح للمرأة حضورا مهما في المجال البحري ، لاسيما في قطاع الصيد كما في قطاع الملاحة والصناعات البحرية، حيث أن النساء المشتغلات بالمهن المرتبطة بالبحر، يواصلن الإرتفاع يوما بعد آخر، وذلك بفضل التوجهات الملكية والإرادة السياسة التي تعمل من أجل تعزيز قيم المساواة ، بالإضافة إلى التزام المملكة بتفعيل مجموعة من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بإقرار حقوق النساء.
وأبانت المرأة المغربية عن قدرات ومهارات كبيرة سواء في الملاحة التجارية أو قطاع الصيد وحتى على متن فرقاطات البحرية الملكية ، حيث إستطاعت النساء بمختلف التخصصات، بفضل تصميمهن وتلقيهن تكوينات ذات جودة، رفع جميع التحديات واكتساب التقدير والإعجاب من قبل زملائهم الرجال. وهو ما جعل المرأة البحرية المغربية تكسب إحتراما وصل صداه لمنظمات دولية. غير أن هذا الإعتراف الدولي وجب تثمينه، بمزيد من العمل ، لمواجهة مختلف التحديات والموانع، التي لازالت تواصل إعاقة تطور المرأة في بعض المواقع ذات صلة بالمجال البحري .
وبالعودة إلى اليوم الدول فقد قال رئيس المنظمة البحرية ، كيتاك ليم، في الندوة الافتراضية تحت عنوان “التدريب – الرؤية – الاعتراف: دعم بيئة عمل خالية من العوائق للمرأة في المجال البحري” إن “النساء يمثلن 20 في المائة فقط من القوة العاملة في السلطات البحرية للدول الأعضاء و29 في المائة … عبر القطاعات الفرعية في الصناعة البحرية”. وأضاف إلى أن هذه الأرقام أعلى بكثير من أرقام عدد النساء العاملات على متن السفن في البحر، “حيث تشكل النساء أقل من 2 في المائة من القوة العاملة”، مؤكدا أنه “يمكننا ويجب علينا القيام بعمل أفضل”.
وأورد رئيس المنظمة البحرية الدولية: “إن قياس الوضع الحالي للقطاع أمر حيوي لقياس المرحلة التي وصلنا إليها، وأين نحتاج إلى الذهاب”. مشيرا “من خلال تمكين النساء بنشاط بالمهارات المطلوبة، والحفاظ على بيئة عمل خالية من العوائق، فإننا نخلق أنظمة مستدامة حقا للمساواة بين الجنسين.”
وساعدت المنظمة البحرية الدولية في جميع أنحاء العالم في إنشاء ثماني جمعيات نسائية مزدهرة في الاتحادات البحرية (WIMAs): ثلاث منها في أفريقيا وواحدة تمثل الدول العربية وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية والمحيط الهادئ.