تتواصل معاناة بحارة المضيق مع المحروقات، حیث يتكبد هؤلاء عناء استقطاب هذه المادة الحیویة من أماكن بعيدة عن محطة الوقود المتواجدة داخل الميناء، الأمر الذي یلزمھم بتحمل تكاليف مالية إضافية في ظل ارتفاع ثمن المحروقات، وما یرافق العملية من خطورة على مهني الصيد ومرتادي الميناء.
وكشف مصطفى بن سعيد رئيس جمعية اتحاد أرباب قوارب الصيد الصغرى، في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن معاناة بحارة الصيد التقليدي تعدت عشرة سنوات، في ظل عملية البحث عن تزويد قوارب الصيد التقليدي بحاجياتهم من البنزين، من محطات المحروقات التابعة للمدينة. وهو التحدي الذي يتفاقم بشكل متواصل، رغم سلسلة اللقاءات والمراسلات الموجهة إلى عامل الإقليم وباشا المدينة، والغرفة المتوسطية.
وأوضح بن اسعيد، أن الأمور تسوء يوم بعد يوم، بفعل توالي سلسلة الغلاء التي يشهدها مجال المحروقات، بعيدا عن استفادة مهني أسطول الصيد التقليدي من البنزين المدعم، الذي يبقى ثمنه اقل بقرابة درهمين إلى درهمين ونصف. وأضاف الفاعل الجمعوي، في ذات الصدد ان الحالة المعاشة بميناء المنطقة، يرتفع معها هاجس الخطورة، من نقل مواد سريعة الاشتعال بطرق تقليدية للميناء. كما أن التزود من محطات الوقود المنتشرة بمدينة المضيق، يثقل كاهل المهنيين، من جانب ثمن اقتناء المادة الحيوية من جهة، وتكلفة نقلها من المحطة إلى ميناء المنطقة من جهة ثانية.
وتابع المصدر المهني باعتباره ممثل مهنيي الصيد التقليدي بغرفة الصيد البحري المتوسطية حديثه بالقول، أن مهنيي الصيد توقفوا قرابة مدة عشرة سنوات عن التزود من محطة الوقود المتواجدة داخل الميناء، بسبب مزواجة المحطة البنزين المدعم بزيت المحركات دو جودة متدنية حسب قول المصدر الجمعوي. وهو الأمر الذي كانت له إنعكاسات سلبية على المحركات البحرية، التي توقف كثير منها عن العمل. وهو المعطى الذي دفع مهني الصيد إلى الإستغناء عن التزود من المحطة، مخافة من عطل محركات الصيد، في ظل عدم استجابة مسؤولي المحطة لمطالب المهنيين الداعية إلى بيع البنزين بدون زيت المحركات.
وباءات إتصالاتنا الرامية للحصول على توضيحات من طرف مسؤولي محطة الوقود بخصوص ما جاء على لسان ممثل الصيد التقليدي، حيث نبقي على هذه النافذة مفتوحة في وجه أي توضيح محتمل من إدارة المحطة، فيما أشارت مصادر ادارية من داخل مندوبية الصيد البحري بالمضيق، ان مندوبية الصيد البحري ترحب بجميع الحلول، التي تخدم مهني الصيد التقليدي بصيغة قانونية، وتقطع مع مجموعة من المخاطر، التي يمكن ان تتسببها المحروقات، في ظل الخطورة التي تتربص بالميناء، بفعل هده المادة القابلة للاشتعال.