إتهمت هيئات محسوبة على مهني الصيد البحري بميناء الوطية ربان أحد مركب الصيد الساحلي بالخيط، بالتهور وعدم الإلتزام بروح المسؤولية، وذلك على خلفية تخليه عن بحار يشتغل على ظهر مركبه ك “رايس الطريق”، بعد إصابته في حادثة شغل، إذ تم إجلاؤه إلى ميناء الوطية ومنه إلى المستشفى الإقليمي بطانطان ، ومن تم التخلي عنه بالمدينة والخروج في رحلة صيد دون سلك المسطرة القانونية التي تحتاجها النازلة.
وكشفت المصادر المهنية أن البحار المعني والذي يشتغل “رايس الطريق” في أحد مركب الصيد الساحلي بالخيط ، كان قد تم إجلاءه على متن سيارة الإسعاف الخاصة بالبحارة إلى المستشفى الإقليمي بطانطان ، بعد ولوج المركب الذي يشتغل على متنه إلى ميناء الوطية . وأبرزت ذات المصادر ، أنه خلال المعاينة لم يخضع البحار المصاب على مستوى الظهر ، إلى الفحوصات الضرورية الدقيقة ، خاصة وأن الآلام هي داخلية حسب ذات المصادر المهنية ، ليتم إخراجه من المستشفى في ظروف غريبة.
و بعد تمضيته ليوم بأحد فنادق المدينة ، اشتد عليه الحال و تم نقله من الفندق على عجل إلى مصلحة المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بطانطان من طرف سيارة إسعاف الوقاية المدنية ، ليتم تسليمه شهادة طبية بعد تدخل التمثيليات المهنية. هذه الآخيرة التي إتهمت ربان المركب بالتهور وعدم القيام بجميع الإجراءات التي يتم اتخاذها في مثل حالات حوادث الشغل، من تحرير تقرير مفصل عن ظروف الحادث و حيثياته ، و تبليغ شركة التأمين التي تمنح وثيقة تحمل الرعاية والعلاج لصالح البحار المؤمن prise en charge ، في مدة زمنية محدودة بعد الحادث ، و تسليم الملف إلى مندوبية التشغيل.
واكتفى الربان حسب المصادر المذكورة ، بتحرير تقرير فقط ، مع منح البحار الذي كان يشغل “رايس الطريق” مبلغ مالي صغير ، و تخلى عنه في ظروفه الصحية الصعبة . هذا فيما سعت التمثيليات المهنية وبعض ذوي الحسنات إلى نقل البحار المريض، بعد تمضيته ليوم أخر بمستعجلات مستشفى طانطان ، إلى المصحات المجهزة بأكادير، للخضوع إلى التحاليل و الفحوصات بجهاز السكانير، إلا أنهم لم يتمكنوا من العثور على سيارة إسعاف خاصة متوفرة للكراء. وذلك رغم أن جمعية إنقاذ الأرواح البشرية بطانطان تتوفر على سيارة إسعاف، تمول من اقتطاعات مبيعات البحارة بسبب حجج واهية بعدم صلاحيتها.
وتم السماح في اللحظات الأخيرة بنقل المصاب إلى مصحة “أسوليل” بأكادير، بواسطة سيارة البحارة، و التي وصلتها في الساعات الأولى من صبيحة اليوم السبت 6 أكتوبر 2018، حيث يرقد بعد أن تم فحصه و معاينته بأجهزة متطورة. إذ أظهرت النتائج بعض الكسور في أجزاء من عموده الفقري. وهي منبع الآلام الشديدة التي يعني منها المصاب . و سيتحدد التدخل الطبي المناسب يوم الاثنين، حسب تصريح طبيب الاختصاص الذي عاين الحالة .
و أشار تصريح أحد متابعي حالة البحار المعني ، أن مندوب الشغل بطانطان ، قد إستشاط غضبا من تصرف الربان ، لأن القانون صريح في هدا الباب، بتقديم ملف كامل من تقرير الحادثة ، وشهادة طبية و مطبوع حوادث الشغل مصادق عليه ، و تصريح شركة التامين. و في حالة غياب وثيقة واحدة من الملف ، يتم توجيه الملف إلى قسم الحوادث بالمحكمة، ليتخذ المتعين في حق المخالف بالتقصير .