دعت “أوشيانا”، أكبر منظمة في العالم لحماية المحيطات ، خلال مؤتمر “محيطنا” (آور أوشن) الذي ينظم في العاصمة النرويجية أوسلو ، إلى خفض إنتاج البلاستيك وإضفاء الشفافية على الأنشطة في مصايد الأسماك في جميع أنحاء العالم.
ويهدف المؤتمر الذي إنطلق اليوم الأربعاء بمشاركة 500 مندوب من مائة بلد ، منها المغرب ، والذين سيتقاسمون ، على مدى يومين ، تجاربهم بخصوص إيجاد حلول والعمل من أجل محيطات نظيفة وسليمة ومنتجة. وذلك عبر الخروج بالتزامات ملموسة للمساهمة في حماية المحيطات. لا سيما وأن مؤتمر “محيطنا”، قد إنتزع منذ 2014، تعهدات بأزيد من 27 مليار دولار، لتمويل جهود المحافظة على المحيطات وحماية مساحة تتجاوز 25 مليون كيلومتر مربع منها.
ويشارك المغرب في هذا التجمع الكبير بوفد يرأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، عزيز أخنوش ، ويتألف على الخصوص من السيدات لمياء راضي ، سفيرة المغرب في النرويج ، وزكية دريوش ، الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري ، وماجدة معروف ، مديرة الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية ، والسيد عبد المالك فرج ، مدير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري.
وتشكل هذه الدورة ، التي تنظمها وزارة الشؤون الخارجية النرويجية ، فرصة لتسليط الضوء على أهمية المعرفة كأساس للإجراءات والسياسات الرامية إلى ضمان الحماية للمحيطات ، وتدبير مسؤول للموارد البحرية والنمو الاقتصادي المستدام.
وأكدت رئيسة وزراء النرويج ، إرنا سولبرج ، في كلمة لها خلال حفل الافتتاح ، أن تطوير اقتصاد محيطي مستدام وصحي سيكون عاملا حاسما في مكافحة تغير المناخ ، مشيرة إلى أن من شأن العمل المناخي الذي يراعي المحيطات تقليل فجوة الانبعاثات بنسبة 21 في المائة بحلول عام 2050.
وفي هذا الصدد ، استعرضت سولبرج ستة تدابير مناخية تتمحور حول المحيطات يمكنها أن تساعد في تخفيض الانبعاثات ، لاسيما الاستثمار في الحلول المناخية القائمة على الطبيعة ، والرفع من محطات الطاقات المتجددة العائمة ، وإزالة الكربون من الصناعات المحيطية ، والنهوض بمصادر غذاء مستدامة ومتأقلمة وذات نسبة انبعاث كربون منخفضة من المحيطات ، وكذا تحسين حجز الكربون وتخزينه في قاع البحر وتكثيف عمليات المراقبة والبحوث في المحيطات. كما لفتت إلى أن هذه الإجراءات ستدعم أيضا خلق فرص الشغل وتعزيز الأمن الغذائي والتأقلم مع تغير المناخ والتنوع البيولوجي ، مبرزة أن الطابع الملح لهذه المهمة يتطلب اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة.
وسيتم خلال هذا المؤتمر توقيع شراكات بين الحكومات والشركات الصناعية والمجتمع المدني ، من أجل توظيف المعارف والتكنولوجيا والتمويلات لرفع التحديات التي تواجهها المحيطات ، والتمكين من المزاوجة بين حمايتها واستخدامها بطريقة مستدامة ، وكذا من ضمان استمرارها في تلبية حاجيات الأجيال المقبلة.
يشار إلى أنه تم عقد أول دورة من مؤتمر “أور أوشن” (محيطنا) في عام 2014 في الولايات المتحدة ، لمواجهة تدهور البيئة البحرية على نطاق واسع. فبعد بالي في إندونيسيا عام 2018، يتم تنظيم هذه النسخة من قبل وزارة الشؤون الخارجية النرويجية، بمشاركة العديد من الشخصيات من بينها صاحب السمو الملكي ولي العهد النرويجي ، الأمير هاكون ، والرئيس السنغالي ماكي سال ، و المبعوث الخاص للأمم المتحدة للمحيط ، بيتر طومسون ، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري ، ووزراء يمثلون أزيد من 30 دولة ، من بينها المغرب بالإضافة إلى مدراء مقاولات كبرى.
وعلى هامش هذه النسخة ، سينظم تحالف المحيط المستدام بشراكة مع جامعة ترومسو ، القمة الرابعة لقيادة الشباب التي ستعرف مشاركة أزيد من 100 مشاركا من 46 دولة ، تم دعوتهم جميعا بالنظر إلى انخراطهم في النهوض بالاستدامة.