في مداخلة أقل ما يقال عنها أنها جسّدت فقدان الثقة في المؤشرات التي يقدمها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، عمد عزيز عوباد الكاتب العام لغرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، إلى رصد مجموعة من التناقضات الحاصلة بين ما يقدمه المعهد من مؤشرات، وما يقف عليه المهنيون من خلال الممارسة الفعلية على مستوى المصايد.
وصرخ عزيز عوباد في حضرة أعضاء الغرفة وكذا مجموعة من المدعوين من إداريين وسلطات وصحفين ضمن اشغال الدورة العادية للغرفة ، قائلا “حنا كنلوحوا في الحوت “الأخطبوط ” اعباد الله .. الثروة السمكية في خطر” ، محملا في ذات السياق المسؤولية للمعهد الوطني للبحث في الصيد ، الذي قال عنه أنه يواجه الظاهرة ببرودة أعصاب، في وقت جميع المراكب تصطاد الأخطبوط وتعيده إلى البحر بما يعنيه ذلك من تدمير، يطال الكتلة الحية من الأخطبوط، بإعتبار المعهد الجهة المسؤولة على إستدامة الثروة السمكية قبل أجهزة المراقبة . كما دعا عوباد ، إلى تدارك الأمر لتلافي التهديدات التي تواجه المصيدة، مشيرا في ذات السياق أن التاريخ سيسجل على المعهد، ان المهنيين قالوا “أن الثروة السمكية في خطر، وأن الدراسة التي قدمها المعهد كانت خاطئة 100 في 100 ولا تمث للواقع بصلة”.
ونبه الكاتب العام للغرفة في ذات المداخلة، أن الكثير من المؤشرات يقدمها المعهد ويأتي الواقع معاكسا لها، سواء على مستوى الشمال او الجنوب، حيث أكد المصدر، أن المعهد كان قد إستبق الموسم الحالي بتقديم مجموعة من المؤشرات، تؤكد وفرة المخزون بالبحر الأبيض المتوسط، وكذا شمال سيدي الغازي. فيما أعلن أن المنطقة الجنوبية منطقة منكوبة، باستثناء الكلمار، حيث تم رصد تراجع بنسبة 82 في المائة في الأخطبوط. غير أن الواقع اثبت للمهنيين بعد الاستغلال، ان هناك ضعف للمخزون في البحر الأبيض المتوسط وكذا شمال سيدي الغازي، ووفرة كبيرة بجنوب سيدي الغازي “وكأن المعهد إختلطت عليه المعطيات”. كما تحدثث مؤشرات المعهد على تطور الكلمار، غير أن نشاط الأسطول يؤكد العكس.
وقال عزيز عوباد بخطاب ساخر موجه لإدارة المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ، “حتى لانقول أنك غلطي أو كذبتي .. المهنيين غادي يقولو أن المعهد دار الدراسة في وقت غير ملائم.” إذ أشار المصدر أن ما يؤتر في المهنيين هو الطريقة التي يتعامل بها المعهد مع هذه المعطيات المتأتية من صلب الواقع. فالمشكل ليس في الخطأ. لكن هو التمادي والإصرار على الخطأ ، فالمعهد وفق ذات المصدر المهني ، يواصل تشبته بقرارات خاطئة ومدمرة للثروة السمكية. لأن الواقع يقول أن جميع المراكب تتخلى عن مصطاداتها. وهي الظاهرة المحرّمة دوليا بسبب مواصلة التعنت من طرف المعهد.
وواصل عوباد مهاجمة المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ، على خلفية الكوطا الممنوحة للمنطقة الشمالية، مبرزا أن المؤشرات المعلنة لهذه المنطقة، والبعيدة عن الواقع، قد فتحت الباب أمام المهربيين من أجل المتاجرة في “الأوراق” لضمان تبييض الأخطبوط، المتأتي بطرق غير قانونية، “واش هذه هي المحافظة على الثروة السمكية؟”. يتساءل المصدر بعد أن اشار إلى أن هذا التعامل وبرود الأعصاب في التعاطي مع الواقع المعاش، يولّد الشك بخصوص مهمة المعهد في الحفاظ على الثروة السمكية.