توّجت جمعية السلام لحماية التراث البحري جائزة حماية وتثمين الموروث الطبيعي ضمن جوائز لالة حسناء للساحل المستدام، عن مشروعها الرامي لإحداث مركز يهدف الى رفع مستوى الرصد الساحلي والتعريف بالتراث البحري.
وتأتي هذه الجائزة التي سلمتها الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، للشيخ المامي أحمد بازيد رئيس الجمعية بحضور رئيس المجلس الجماعي للداخلة، حسب الجمعية تتويجا لمسار حافل على امتداد عشر سنوات متواصلة من نجاحات، حيث ساهمت الجمعية في الدفع بمسطرة تنزيل التصميم الجهوي للساحل بجهة الداخلة وادي الذهب، كما شاركت الجمعية في ملتقيات دولية عديدة للتعريف بالتراث البحري والتي كان اخرها قمة المناخ كوب 27 بمصر.
وقال الشيخ المامي أحمد بازيد رئيس الجمعية في تصريح للبحرنيوز “الشكر والتقدير لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة على هذا التتويج المجيد، و على تقديرها الكبير للمجهودات المبذولة لحمايةالتراث البحري، هي ثقة نعتز بها ونرجو من الله أن نكون في مستوى هذه الأمانة.”
وبخصوص المشروع الذي تقدمت به الجمعية أفاد رئيس الجمعية، أنه يأتي إنسجاما مع رهان الانتقال نحو الاقتصاد الأزرق، والذي يعتبر من الركائز التي أوصى بها تقرير لجنة النموذج التنموي الجديد للبلاد؛ ومن هذا المنطلق فإن هذا المركز يتوخى إنجاح هذا الانتقال جهويا من خلال التعريف بالتراث البحري والمساهمة في عمليات الرصد والتتبع لحالة الساحل، مع الحرص على الإلتقائية بين السياسات والبرامج القطاعية في هذا الإطار؛ وهو ما سينعكس إيجابا على حماية التراث البحري ويعزز من الإشعاع الاقتصادي لجهة الداخلة وادي الذهب.
وقامت الجمعية وفق ذات المصدر، بتعبئة عدة شركاء من اجل تنزيل هذا المشروع، من خلال مجموعة من الاتفاقيات كان اخرها اتفاقية مع مديرية الموانئ من اجل حماية وتثمن التراث البحري، وفي شهر فبراير صادق المجلس الجماعي على اتفاقية اطار تقدمت به الجمعية لحماية وتثمين التراث البحري، تضم وزارة الثقافة وذلك لإحداث هذا المركز، كما وقعت الجمعية السنة الماضية اتفاقية مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في نفس الموضوع الى جانب اتفاقيات تعاون اخرى مع منظمات دولية.
وتعد جمعية السلام فاعلا أساسيا في الإهتمام بالتراث الثقافي المغمور بالمياه، لاسيما بالسواحل الجنوبية للمملكة، عبر مشروعهها البحثي الذي قادها الى اكتشاف سفينة القيصر الألماني بالداخلة سنة 2013، ورصد مواقع أولية لتراث مغمور بسواحل الاقاليم الجنوبية. كما حرصت الجمعية على تنظيم ملتقى علمي دولي خاص عن الساحل بصفة دورية، معروف دوليا بملتقى الساحل انطلق منذ سنة 2016 ، وذلك بعد تفعيلها لأول برنامج لمنظمة اليونيسكو في المنطقة سنة 2014.
وتعد هذه المبادرات ضمن أخرى تميزت بها ملف ترشيح الجمعية ، الى جانب استفادتها من خبرات (مؤسسات حماية التراث، مختبرات البحث، الفاعلين المدنيين، المراكز الوطنية والاجنبية… ). كما إنفتحت من أجل مشروعها على مجموعة من الشركاء من قبيل وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، المجلس الجماعي للداخلة، مدير التراث، مديرية الموانئ ، وزارة الثقافة ، وعدة منظمات دولية …
..