عبر مجموعة من بحارة الصيد التقليدي ينشطون على مستوى سواحل ميناء الوطية بطانطان ، عن تدمرهم الشديد من الحالة المزرية التي أصبح عليها الرصيف العائم، حتى صار يهدد سلامة الأشخاص من البحارة والممتلكات، من القوارب و الآليات بعد انشطاره من مكانه.
و بحسب البحارة في تصريحهم لجريدة البحرنيوز، أنه لم يمضي على تركيب الرصيف العائم الخاص بقوارب الصيد التقليدي بميناء الوطية بطانطان إلا فترة قصيرة، حتى ظهرت العيوب و انكسرت الدعامات التي تحمله. و أصبح الرصيف يشكل نوعا من الخطر على القوارب التقليدية.
و تعالت الأصوات المطالبة بإفتحاص المشروع والتحقيق في تداعياته، خوفا من الكوارث التي من الممكن أن تحصد أرواح البحارة الأبرياء. و هو ما جعل الجهة المسؤولة عن إنجاز المشروع، بحكم أنه لازال قيد مهلة الضمان الممنوحة له، تباشر إجراء إصلاحات ترقيعية عاجلة، لتسهيل عمل البحارة توازيا مع وثيرة حيوية القوارب التقليدية في موسم صيد الإخطبوط. لكنه و لحد كتابة هده السطور تؤكد المصادر، لازال الوضع كما كان عليه، بل كارثي، بعد فشل الروتوشات التي طالت الرصيف في تقديم النتيجة المطلوبة. فيما ظل أحد المكلفين يتردد على الرصيف لأيام دون جدوى، بل ازداد الوضع أكثر تأزما من ذي قبل.
و جاء في تصريح ممثل الصيد التقليدي عن الغرفة الأطلسية الوسطى بطانطان أحمد الخروبي، أن المراهنة كانت كبيرة على الرصيف الجديد، الذي لم يمضي عن إنجازه إلا مدة وجيزة قبل أن تتداعى دعاماته، و تنشطر بعض الأجزاء منه، ما يعيد إلى الواجهة الحديث عن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى مثل الوضع، حيث عاد الخوف يقول الخروبي يتملك بحارة الصيد التقليدي، رغم حداثة الإنجاز.
و أصبح الرصيف العائم حديث الساعة بين المهنيين و المتتبعين، حيث الكل ينيش في أسباب تداعي الرصيف العائم الحديث العهد. فاختلفت الآراء، و لكن النتيجة واحدة يتابع الخروبي، هو تهديد الأرواح البشرية من البحارة، وتهديد ممتلاكاتهم من القوارب. خاصة و أننا في عز فصل الشتاء، حيث يمتد سوء الحالة الجوية لأيام كثيرة، بالإضافة إلى قوتها التي لن تكون رحيمة بالقوارب.
وإعتبر الخروبي أن التشخيص الحالي لتردي وضعية الرصيف العائم، هو بروز تصدعات، مرتبطة أساسا بسوء ملاءمة المكونات لأجزاء الرصيف، و ضعف كفايات قوائم التدعيم، و عشوائية الهيكلة الرافعة ،إلى جانب عدم احترام أدنى معايير السلامة.
و حسب تصريحات مهنية متطابقة من ميناء الوطية، فإن التأخر، و التماطل في إنجاز الإصلاحات الضرورية للرصيف العائم، مرده إلى انتظار انصرام الآجال القانونية الممنوحة في ضمانات إنجاز المشروع، للتخلي عنه نهائيا، بدليل الروتوشات المتباينة، التي لم تعطي أكلها وأصبح الرصيف العائم في كف عفريت، و مآل و مستقبل البحارة في الهاوية. لاسيما بعد اعتماد الحبال لربط الرصيف العائم الخاص بقوارب الصيد التقليدي، في صورة سيئة تنم عن عدم المسؤولية، و المتابعة القانونية.
و قد حاول البحرنيوز استفسار الجهة التي تولت إنجاز مشروع الرصيف العائم بميناء الوطية بطانطان، و عن أسباب تدهور مكوناته و حالته، غير أن اتصالاتنا الهاتفية المتكررة، قد باءت بالفشل .