يعول الفاعلون المهنيون على المؤشرات العلمية التي ستقدمها سفينة البحث الشريف الإدريسي العائدة توّا من المصيدة الأطلسية الجنوبية، بعد رحلة إستكشافية نفذتها تزامنا مع إنطلاق موسم الأخطبوط، الذي كان قد منح الضوء الأخضر للأساطيل البحرية لإستئناف نشاطها بالمصيدة، بعد أشهر من التوقف الإضطراري، الذي فرضته التحديات الصعبة التي واجهت الكتلة الحية للصنف الرخوي.
وعادت السفينة العلمية إلى ميناء أكادير حاملة معها الكثير من المؤشرات المرتبطة بالمصيدة ، خصوصا وأن نقاشا قويا تدور تفاصيله على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي، بخصوص الإختلاف الحاصل بين المعطيات العلمية المقدمة قبل إستئناف الموسم، والتي تؤكد تراجع المصيدة بأزيدن من 80 في المائة ، وهو الأمر الذي كانت من تداعيات إعلان كوطا في حدود 14000 طن تعد الأضعف من نوعها لموسم شتوي مند سنوات، فيما كشفت المعطيات الميدانية أن السياسة التقشفية المعتمدة في القرار المنظم للموسم تبقى مبالغ فيها غلى حد بعيد، مقارنة مع المؤشرات التي تقدمها شباك السفن حجما وكما ، حيث أن اغلبية السفن شارفت على إستنفاذ حصتها الفردية في ظرف أسبوعين من الصيد .
وطالب فاعلون مهنيون بضرورة التعجيل بالرفع من الكوطا الموسمية، حتى يتسنى للأطقم البحرية تدبير الموسم الممتد على أزيد من 100 يوم، حتى يتم التصدي لمختلف الممارسات، التي تضر بمستقبل المصيدة من قبيل المرجوعات الناجمة عن السياسة الإنتقائية التي تمارسها السفن والمراكب بالمصيدة، و كذا التصريح الكاذب بالنسبة للصيد الساحلي والتقليدي وما يرافقه من تهريب وسوق سوداء ، فيما أكدت مصادر عليمة للبحرنيوز أن الموسم الحالي قابل لتنزيل كوطا من ثلاثة أضعاف للكوطا المرخصة برسم الموسم الجاري.
ومع عودة السفينة العلمية الشريف الإدريسي بما يحمله طاقمها من أخبار ومؤشرات علمية جديدة تنسجم مع خصوصيات المصيدة وتطورتها المحينة، ستجد ربابنة الصيد في أعالي البحار قد إستبقوها بمجموعة من المعطيات بعد أن قدموا بدروهم مجموعة من المؤشرات، التي تغطّي مساحات بحرية كبيرة ، وكذا مناطق مختلفة. ما يضمن كما معلوماتيا بالنظر لتقنيات التحكم في الشباك وكذا الوقت الذي تستهلكه كل عملية صيد. وهو امر فطنت إليه الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري، لتعجل بمراسلة الجمعية المغربية لأرباب مراكب الصيد في أعالي البحار بالمغرب”Apapham”، داعية المجهزين إلى دعوة ربابنة الصيد من أجل تقديم معطيات إحصائية وتقنية يومية حول المصطادات. سواء من حيث النوع أو من حيث الوزون والأحجام التجارية، وكذا موقع وزمن الصيد.
وبناء على الخلاصات التي ستتيحها هذه الرزنامة الكبيرة من المعطيات التي ستتدفق على الإدارة الوصية وطرق تشخيصها ومعالجتها من طرف المعهد ، يطرح السؤال حول ما ستحمله الأيام القادمة من مستجدات بخصوص تطور المصيدة وأهليتها لمزيد من الإجهاد ، لاسيما وان الربابنة يؤكدون أن الأخطبوط يتسم بالوفرة إلى حدود أن أحد البحارة أكد أن الأخطبوط اصبح يصعد بنفسه لسفن الصيد ، في كناية على التطور المهم الذي تعرفه المصيدة ، وقابليتها للإستغلال.
وتتعاطى إدارة الصيد مع هذه النداءات بالكثير من الحذر مواصلة سياستها التقشفية ، التي دشنت بها الموسم الجديد. وبين هذين الطرفين يبرز المصدرون الذين يؤكدون ان سوق الأخطبوط يماض في الإنتعاش على المستوى الدولي ، وهو معطى يحفز إلى حد بعيد الأثمنة على المستوى الوطني. وكلها معطيات من شأنها أن تبدد مخاوف الإدارة من حدوث كساد أو تضخم يهدد تنافسة المنتوج . حيث يبقى القرار المنتظر صدروه بهذا الشأن، وفيا لسياسة التدرّج على مستوى إقرار الرفع من الكوطا للخروج الحذر من دائرة التقشف.