تم الأمس الإثنين 11 مارس 2024 إنتشال جثث البحارة الثلاثة المفقودين في حوادث إنقلاب ثلاث قوارب للصيد التقليد، على مستوى قرية الصيد افتيسات كاب 7، حيث تخيم حالة من الحزن والأسى على مهنيي الصيد ببوجدور، ومعهم مجموعة من الأسر التي فقدت فلذات أكبادها مع إستهلال الشهر الفضيل.
وقال رضوان الزرهوني عضو غرفة الصيد الأطلسية الجنوبية، وممثل الصيد التقليدي بذات الغرفة عن ميناء بوجدور، أن السلطات المتدخلة من مندوبية الصيد والدرك البحري و الوقاية المدنية ومكتب جمعية إنقاذ الأرواح البشرية، بمشاركة عدد من المهنيين، قد بدلوا مجهودات جبارة قصد إنتشال جثث الغرقى، وذلك للتخفيف عن أسر البحارة وذويهم، وإخراجهم من الحرب النفسية الرهيبة التي عادة ما تعيشها هذه الأسر جراء الفقدان ، بين سندان الأمل المعدوم ومطرقة الفقدان وما يرافقها من إنتظارات ومساطر إدارية .
واوضح المصدر أن مصالح الوقاية المدنية قامت بإنتشال جثثين قبل ظهيرة أمس ، فيما تم إنتشال جثة ثالثة مساء أمس الإثنين، حيث تمت إحالة الجثث على مستودع الأموات. حيث ارخى الحادث بظلاله حسب الزرهوني على الفاعلين ، في ظل تزايد الحوادث المميتة في صفوف بحارة قطاع الصيد التقليدي، الأكثر عرضة للحوادث في البحر، حيث لفت ممثل المهنيين ، إلى ضرورة التسريع بتعميم صدريات النجاة الجديدة، التي تكتسي في عمقها صبغة إجتماعية، كما سيكون لها الأثر الإيجابي على بحارة هذا الأسطول، بإعتبارها ستحاصر إشكالية فقدان المزيد من الأرواح بالبحر، ومواكبتها بقرارات صارمة تفرض إرتداءها، والضرب بيد من حديد على يد المستهترين، لتكريس إحترام هذه الصدريات وضمان دخولها في الروتين اليومي لرجال البحر.
وعرّج ممثل الصيد التقليدي بإقليم بوجدور، على ما سماه تقاعس المسؤولين، في تعزيز البنيات التحتية بجميع قرى الصيد الجنوبية، مسجلاً أن فقدان المزيد من الأرواح هو عار على جبين كل مسؤول، وأن الآوان قد حان لتفعيل برنامج تأهيل وإصلاح قرى الصيد، وتشييد حواجز وقائية للحد من خطورة الأمواج العالية التي تضرب بين الفينة والآخرى، فلا يعقل يقول الزرهوني، أن قرية الصيد أفتيسات كاب 7 التي تروج إقتصاد المنطقة بملايير الدراهم في السنة، تفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم، بل أكثر من ذلك يضيف المصدر، فإن البحارة يعيشون دون كرامة إنسانية.
وأعتبر 3 بحارة في عداد المفقودين أمس الإثنين فيما تمكن أربعة آخرين من النجاة من موت محقق، وذلك في حوادث إنقلاب ثلاث قوارب للصيد التقليدي، أثناء عودتها من رحلات صيد بسواحل أفتيسات، بسبب إرتفاع أمواج البحر. فيما تعيد هذه الحوادث وقائع مماثلة راح ضحيتها بحارة آخرون، وهو المعطى الذي يعزى في كثير من تفاصيله للسلوك الإنساني والمغامرة، حيث تبقى الجهات المسؤولة مطالبة بردع مجموعة من السلوكيات التي تواصل خطف الأرواح بالسواحل المغربية. فيما يستعجل المهنيون تعزيز البنيات التحتية بقرى الصيد، بما يخدم الإستثمار ويؤمن الأرواح والممتلكات.