بين المتفائلين والمتشائمين .. على أي حجم سترسو كوطا الأخطبوط بمصيدة الجنوب؟

3
Jorgesys Html test

مع كل حسم لقرار إنطلاق موسم الصيد وترسيم جدولة إنطلاق الأساطيل ، تزيد حالة الترقب والتكهنات المصحوبة بالإجتهاد، حول كوطا الأخطبوط التي ستقررها الإدارة الوصية برسم الموسم الجديد .

ويثير موسم 2024 الكثير من الفضول، لاسيما وأن المصيدة تتخبط مع مطلع العقد الجاري في كثير من التحديات وغياب الإستقرار، خصوصا الأزمة التي عصفت بالموسم الصيفي 2022. وهو هاجس يبرز في السطح مع  كل حديث عن موسم الأخطبوط، أو تأجيل إنطلاقة الموسم،  كما حدث مؤخرا حين إعلان تمديد الراحة البيولوجية لأسبوعين إضافيين، وهو إجراء وضع الفاعلين أمام الكثير من الإستنتاجات. حيث حاولنا من داحل البحرنيوز إجراء إستطلاع  إستمعنا فيها لمجموعة من الأراء بين مجهزين وبحارة ومسؤولين.

وإختلفت ذات الإستنتاجات بإختلاف التوجهات، فمنها ما يحكمها المنهج التجاري ، ومنها ما يتبنى المقاربة الإجتماعية ، فيما تبقى رائحة الفصل في مستقبل القرار ، تفوح مما يطبخ على نار هاذئة وسط طنجرة الإدارة الوصية ، حيث التوابل منتنوعة، في مقاربات يتمركزها الجانب العلمي، بما يحمله من توجيهات يسيطر عليها الحذر والتوجس ، ليلفها الجانب السياسي والإداري، لاسيما وأن الجانب المهني قال كلمته ضمن لجنة التتبع ، بما تختزله ذات الكلمة من إنتظارات إقتصادية وإجتماعية، وتحديات تفرضها الإرتفاعات المتزايدة لكلف الرحلات البحرية، دون إغفال إنتظارات شريحة واسعة من رجال البحري في غياب تعويضات قارة حول الراحة البيولوجية.

ولأن موضوعنا هنا هو مقاربة الكوطا بين المتفائلين والمتشائمين ، فان واقع الحال يؤكد أن لجنة التتبع قدمت إشارات إيجابية من حيث تطور المخزون مقارنة بالموسم الشتوي الماضي، وبداية عودة توهج الكتلة الحية التي يسيطر عليها الصغار ، وهو معطى يعد مؤشرا إيجابيا بالنسبة للجهات المتفائلة التي تنتصر لتطور الكوطا، وترفع توقعاتها في أن لا تنزل الكوطا المنتظرة عن 27000 طن على الأقل ، مع نهج سياسة إغلاق بعض المضلعات كسياسة حمائية ظلت تعتمدها الوزارة الوصية. والإبقاء على القرار مفتوح في وجه المراجعة بما يضمن زيادة محتملة ترفع الكوطا الموسمية ل30000 طن  بناء على تطورات الموسم. وذلك لتلافي أي مواجهة جديدة بين الإدارة أو المعهد والمهنيين كما وقع خلال الموسم الشتوي المنصرم .  

ويرى المتفائلون أن هذا المطلب هو ينسجم مع تراجع أيام الموسم خلال السنة الماضية ، وهو التراجع الذي كان له تأثير كبير على أسطول الصيد في أعالي البحار خصوصا، وموارده البشرية من أطقم بحرية وإداريين ، لاسيما وأن هذا الأسطول  المشتغل في قطاع الرخويات ، يحصر نشاطه في موسم الأخطبوط . ومعه يرى محسوبون على البحارة أن الإدارة مطالبة اليوم بتغليب المقاربة الإجتماعية،  في ظل الوضعية المزرية التي أصبح يعرفها الكثير من المشتغلين في قطاع صيد الرخويات، بعد أن اصبحت اشهر العمل محدودة في وقت كان الرهان على رفع أشهر العمل إلى 9 أشهر على الأقل. وهو ما يفرض عدم الإستمرار في السياسة التقشفية، حيث الرهان على دوران العجلة، وتحريك الإقتصاد بما يخدم مصلحة مختلف الفرقاء. كما يطالب البحارة لاسيما منهم الذين يعتمدون في أجرتهم على النسبة المئوية من المبيعات، بكوطا تستجيب لتطلعات العنصر البشري. 

إلى ذلك يرى المتشائمون أن المعهد الوطني للبحث في الصيد ، لازال غارقا في سياسته التقشفية، في ظل التشبت بحماية المصيدة كشعار ، وهو توجه تزيد من تغديته حالة التضخم الحاصلة في السوق الدولية، وكذا على المستوى المحلي،  حيث لازالت بعض الشركات محتفظة بكميات من مصطاداتها، على الرغم من التحرك الطفيف الذي عرفه السوق.  وهو ما يجعل هذه الشريحة تعبر عن مخاوفها من إقرار كوطا متقشفة في حدود 23000  للموسم الشتوي، بإعتبارها كوطا متوسطة وغير منصفة تماشيا مع كثرة التوقفات أمام التطلعات الكبرى للفاعلين القطاعيين. وذلك على الرغم من تمسك ذات الجهة بمختلف التدابير التي من شانها ضمان إستدامة المصيدة، التي تبقى من بين الركائز الأساسية، التي يجب الإحتكام إليها في هذه المرحلة المتقلبة، بعيدا عن باقي التحديات، لأن الإستثمار وفرص الشغل مرتبطة بإستدامة المصايد.

وللتذكير فإن متابعتنا للكوطا المعتمدة على مستوى المواسم الشتوية لصيد الأخطبوط ، فموسمي 2017 و2018 عرفا 35000 طن ، فيما تهاوى حجم الكوطا بقرابة النصف ليتوقف عند سقف 18000 طن في 2019 كأضعف موسم في السنوات الاخيرة، لتعود الكوطا للإرتفاع إلى 22000 طن سنة 2020 ثم إلى 26000 طن سنة 2021، فيما يعد الموسم الشتوي 2021-2022 أحد أبرز المواسم في العقد الآخير، حين تم إعلان كوطا إستثنائية بكل المقاييس في حدود 43500 طن.  فيما شكل موسم 2022 – 2023 إستثناء بعد عودة من ازمة مطولة ليتم إقرار 19700 طن على مرحلتين  ، حيث تم إقرار 14000 طن في بداية الأمر قبل أن تتم إضافة 5700 طن . 

ويترقب الفاعلون المهنيون صدور قرار الموسم الشتوي بإنتظارات مختلفة ، لاسيما  وأن إلغاء الموسم الصيفي ل2022 لازال يرمي بثقله على الوسط المهني  بما راكمه من توقف طويل، وهو المعطى الذي يجعل من القرار القادم غاية في الأهمية ، من حيث الإطمئنان على مستقبل المصيدة ، لأن الإستمرار في التقشف من حيت الكوطا سيفتح الباب من جديد أمام جلد الذات ومعها الإجراءات الإخترازية التي تم إتخاذها في أعقاب أزمة الأخطبوط، فيما سيكون تطور الكوطا بمتابة رسائل غير مشفرة من  طرف سلطات القرار ، حول مرحلة الخروج من ازمة الأخطبوط وعينها على تحصين المكتسبات لتلافي العودة المؤلمة .

 

 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

3 تعليق

  1. الإشكالية ليست في حجم الحصة التي سيسمح صيدها وإنما شروط الاستغلال للمصيدة المرفقة ضمن قرار إستئناف الصيد. وفي هذا الإطار وبعدما تعذر على الوزارة الوصية إعادة النظر في القرار الوزاري المتعلق بمكونات الشباك القاعية المثقلة والتي اثبتت عن حجم الدمار الذي الحقت بمصايد الرخويات منذ 34 سنة على الأصناف دون الحجم التجاري المنصوص عليه والذي بدوره يستوجب مراجعته، على جميع المصايد القاعية للمملكة، تبقى المناطق المسموح الصيد بها هي الوسيلة الوحيدة حاليا بما ان قرار برنامج إستنئناف الصيد قد تم الاعلان عنه. لذى اقترح على أصحاب القرار المعنيين بهذا التدبير المتعلق بالمصايد القاعية للرحلة الشتوية لسنة 2024 النقط التالية: 1. تحديد مسافة لا تقل عن 8 أميال عن الشاطئ من خط العرض 26°24′ شمالا إلى خط العرض 25°05’شمالا. 2. تحديد مسافة لا تقل عن 25 ميل عن الشاطى من خط العرض 25°05′ شمالا إلى خط العرض 23°05′ شمالا. 3. تحديد مسافة لا تقل عن 8 أميال عن الشاطئ، من خط العرض 23°05’شمالا إلى خط العرض 21°00′ شمالا. 4. تحديد مسافة لا تقل عن 12 ميل من خط العرض 21°00′ إلى خط العرض 20°46’شمالا.

  2. راه كلما زادو في كوطا اخطبوط يكون هناك استنزاف ل التروة السمكية أضف إلى دلك كيشبعو حوت او مبيبقاوش باغين اخرجو لخدمة البحر لازم تنقص كوطا

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا