تتجه الأنظار اليوم الإثنين إلى مقر قطاع الصيد البحري الذي يحتضن لقاء حول مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، لتدارس وضعية هذه المصيدة الغارقة في التحديات ، في أفق إتخاذ إجراءات تدبيرية جديدة بناء على تدارس وتقييم السياسة الإصلاحية التي يسهر القطاع الوصي على تنزيلها بشكل تدريجي في السنوات الآخيرة. وذلك في إطار مواصلة تنزيل مخططات التهيئة بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، والتحضير لموسم الصيد المتعلق بهذه المصيدة برسم سنة 2024.
وتعيش مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة ظروفا صعبة للغاية، حيث رصد تقرير صادر عن المكتب الوطني للصيد حول إحصائيات الصيد الساحلي والصيد التقليدي بالمغرب خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية، تراجعا قويا في الكميات المفرغة من الأسماك السطحية بلغ 22 في المائة إلى 612 ألف و228 طن. إذ يتطلع الفاعلون المهنيون لإستشراف التدابير الجديدة المقترحة من قبل المعهد للحد لإستعادة المصيدة التي تواجه تحديات حقيقية ، لزيادة مرونة المخزونات في مواجهة تأثير تغير المناخ، والذي أصبح أكثر وضوحا في الفترات الآخيرة. فيما من من المنتظر أن يركز النقاش على فترة الراحة البيولوجية المنتظرة للأسماك السطحية الصغيرة مع مطلع السنة القادمة ، وكذا فاعلية التقسيم المعتمد بين المصايد ، ناهيك عن مشاكل أخرى ترتبط بالتسويق والتثمين بإعتبارها مربط الفرس لدى الفاعلين، في ظل تغول تكاليف الإنتاج نظير إستقرار الأثمنة المرجعية بموانئ الجنوب .
وعلى العموم يعيش أغلب مهنيو الصيد الساحلي على أعصابهم، في ظل الجفاء الذي أصبحت عليه المصيدة، حيث أجبرت هذه الوضعية غالبية المراكب على الإقتصاد في أنشطتها بموانئ كبرى. فيما يزيد من أزمة هذا القطاع الإرتفاع المتزايد في كلفة المحروقات ومصاريف الصيد التي أثقلت كاهل الفاعلين ، حتى ان بعض المهنيين أكدوا للبحرنيوز أن المراكب أصبحت تشتغل على فاتور المحروقات ومعدات وحاجيات رحلات الصيد ، مذكرين في نفس السياق أن المحطات الحسابية السابقة “خرجات فالصو”، بل أن مجموعة من المجهزين في بعض موانئ الجنوب “مالقاو ما يفرقوا”، وإضطروا إلى تقديم سلفيات للحفاظ على الأطقم البحرية .
إلى ذلك يؤكد الفاعلون أن المصايد المحلية صبحت تعرف حضور أنواع سمكية عادة ما تعيش في المياه الساخنة من قبيل البوري والأسقمري ، فيما اصبح السردين محدود الحضور في كثير من المحطات التقليدية. وظهوره أصبح على شكل لقطات، فيما عبر مهنيون في العيون عن إستغرابهم من ظهور صغار السردين خلال الفترة الصيفية من الموسم، وهو مشهد يؤكد بالملموس أن هناك متغيرات حقيقية على مستوى المصيدة، تحتاج لدراسات معمقة من طرف سلطات القرار ، والمعهد المختص حيث هذا الوضع المعقد للغاية، خلق الكثير من الضبابية المصحوبة بالجدل حول المصيدة، التي فقدت بريقها في السنوات الآخيرة كما أثار نقاشا قويا على مستوى نجاعة قرار الراحة البيولوجية خلال بداية الموسم في وقت تظهر فيه الصغار خلال الصيف.
ويطالب الفاعلون المهنيون المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بمواكبة المهنيين بشكل مسترسل، عبر تقديم خرائط ، تتيح للمراكب التحرك في المناطق، التي تعرف تواجد الأسماك السطحية الصغيرة، بالنظر للإمكانيات التقنية العالية، المتوفرة لدى المراكب العلمية. والقادرة على مسح الأعماق، بما يختزل الوقت ويوفر على المراكب بدل جهود كبيرة بحثا عن الأسماك دون نتيجة تذكر. هذا في وقت تسجل فيه الأجواء المغربية مجموعة من المتغيرات ، التي من الطبيعي أن تكون لها إمتدادات للسواحل المغربي، مع تسرب المناخ الصحراوي الحار الذي جعل مدن الوسط تسجل أرقاما قياسية تجاوزت عتبة 50 درجة من الحرارة .
وستكون لنا متابعة لمخرجات اللقاء في القادم من المقالات ..