ووريت الثرى بعد صلاة الجمعة ظهيرة اليوم 03 يونيو 2022 ، بكل من مقبرة تراست بإنزكان ومقبرة أورير شمال أكادير، جثامين البحارة الثلاثة، الذين تم التعرف عليهم ضمن ضحايا مركب الصيد بالجر نيدومغار الغارق بسواحل أكادير.
وتم صباح اليوم تسلم جثث البحارة بحضور ذويهم، بعد إستكمال مختلف المساطر المرتبطة بهذا الغرض. إذ يتعلق الأمر بشقيقين هما على التوالي محمد أيت مهدي الذي كان قيد حياته ربان المركب، والحسين أيت المهدي الذي كان قيد حياته بحارا ، وهما اللذان تم دفنهما بتراست بإنزكان، بالإضافة إلى عبد الرحمان الكردوم الذي كان يشتغل قيد حياته خليفة ربان المركب والذي وري الثرى بمقبرة أورير شمال أكادير.
وعاينت البحرنيوز أسر الضحايا وهم يتسلمون جثث فلدات أكبادهم بمستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني صباح اليوم ، وسط أجواء يسيطر عليها الشوق والحزن للفراق بهذه الشاكلة القريبة من الغربة ، فيما عاينت الجريدة تواجد كل من صباح بوفزوز رئيسة جمعية الأمل الوطنية لأرامل وأيتام البحارة، التي لم تدخر جهدا في مواكبة الأسر طيلة هذه الظرفية، إلى جانب حضور محمد مومن رئيس الكنفدرالية العامة لربابنة وبحارة الصيد الساحلي .
وقال كلا صباح بوفزوز ومحمد مومن بعد تعبيرهما عن تعازيهما لأسر البحارة الثلاث في تصريحين متطابقين لجريدة البحرنيوز ، أن الأمل كل الأمل أن يتوقف نزيف البحارة في البحر ، داعيان في ذات السياق الأطقم البحرية إلى التشبع بثقافة السلامة البحرية ، والإلتزام بإرتداء سترات النجاة ، مع الإهتمام أكثر بكل الميكانيزمات التي تضمن النجاة في حالة الخطر. فيما عبرا الطرفان عن آسفهما الشديد لإستمرار معاناة عائلات ستة بحارة لا يزالون في عداد المفقودين في حادث نيدومغار بسواحل أكادير .
وشدد الطرفان معا على ضرورة تحرك المجتمع المدني البحري والفاعلين السياسيين، من أجل الترافع لدى سلطات القرار والتشريع، لإعادة النظر في مسطرة التمويت، خصوصا وأن معاناة مجموعة من الأسر لا تزال متواصلة، ومنها من يتخبط في هذه المسطرة لسنوات، حيث المعاناة الصعبة المتواصلة جعلت مجموعة من الأسرر التي تعاني من الهشاشة والفقر، عرضة للتفكك والتشتت، أمام قلة الحيلة وصعوبة مواجهة تحديات الحياة .
وكانت أسر البحارة الثلاث قد إنتقلت يوم الأربعاء الماضي إلى مدينة كلميم من أجل إستكمال المساطر المرتبطة بهوية الجثث الثلاث، بعد أن تم الحسم في هويتهم سواء من حيث التعرف المباشر أو الإجتبارات الجينة ADN. وهي الجثث التي لفظها البحر الأطلسي على مستوى جهة كلميم واد نون آواخر شهر أبريل المنصرم ، إحداها على مقربة من ميناء الوطية وجثتين على مستوى الشاطئ الأبيض.
وإرتفع عدد البحارة الذين تم العتور على جثثهم ضمن مفقودي مركب الصيد نيدو مغار الغارق مند أواخر شهر أبريل المنصرم بسواحل أكادير إلى أربعة ، بعد أن كان أحد مراكب الصيد قد إنتشل في وقت سابق، جثة البحار محمد دراشي شمال سواحل مدينة الإنبعاث، فيما لا يزال ستة بحارة ضمن طاقم الصيد في عداد المفقودين .