أصبح توصل شريحة واسعة من البحارة المتقاعدين بالإعانات التي ظلت تصلهم من جمعية إعانات البحارة وعائلاتهم بطانطان مهددة بالتأجيل إلى موعد غير محدد ، بعد رفض مسؤلي إحدى المؤسسات الشبة بنكية قبول تحويل هذه الإعانات وفق المنهجية التي ظلت تربط هذه المؤسسة بجمعية إعانات البحارة وعائلاتهم بطانطان منذ خمس سنوات مضت .
وقال عبد العزيز بوناجي عضو جمعية إعانات البحارة وعائلاتهم بطانطان لجريدة البحر نيوز، أن الجمعية وجدت صعوبة في إتمام عملية بعث حوالات مالية إلى أصحابها، من المتقاعدين المحدودي الدخل من البحارة ، حيث رفضت وكالة “البريد بنك” القيام بتحويل الأموال بالشكل المعتاد، بعد أن وصفت العملية بالمخالفة للقانون، على إثر التغيير الذي طال إدارة هذه المؤسسة على المستوى المحلي والجهوي.
وأكد المصدر أن الطريقة المعتادة التي ظل العمل بها قائما مع ذات المؤسسة مند سنوات خلت ، كانت تنطلق بمصادقة مكتب الجمعية على تخصيص الإعتماد المالي لدعم البحارة المتقاعدين ، وكذا أيتام البحارة المفقودين أو الغرقى في البحر ، حيث يتم توقيع شيك ب 500 ألف درهم ، ويتم تسليمه لمدير المؤسسة الشبة بنكية، والتي تتولى مهمة توزيع هذا المبلغ إلى حوالات لفائدة 450 مستفيدا مدرجة اسماءهم بشكل مدقق في اللائحة المرافقة للشيك، بدعم يتراوح بين 1000 و 1500 درهم لكل شخص ، لإعانة المتقاعدين الذين يتوفرون على معاش محدود أقل من 1500 درهم .
واضاف بوناجي أن مكتب الجمعية تفاجأ برفض إدارة الوكالة على المستوى المحلي وكذا الإدارة الجهوية للبريد بنك ، بعد أن أكدت أن هذه العملية هي غير سليمة ، وتتنافي مع الخدمات الإدارية التي تقوم بها المؤسسة ، داعية في ذات السياق إلى تحفيز المستفيدين لإنشاء حسابات بنكية ، تسهل مأمورية الجمعية في ضخ مبالغ الدعم، بشكل مباشر في حسابات المستفدين. وهي العملية التي وصفها المصدر بالصعبة، مؤكدا في ذات السياق أن غالبية المستفيدين هم يتواجدون في المداشر والدواوير، ولايتعاطون بشكل كبير مع المؤسسات البنكية. كما ان فتح هذه الورش يحتاج لمدة ليست بالقصيرة ، الأمر الذي يفرض التعاطي مع الوضعية بكثير من الحكمة التي تستحضر مصلحة الفئة المستفيدة.
وأشار المصدر أن الجمعية تقوم بتأمين هذه الإعانات مرتين في السنة، الأولى في شهر يناير والثانية في منتصف السنة ، لدعم المتقاعدين محدودي الدخل من قدماء البحارة ، والتخفيف من اعبائهم الإجتماعية. حيث كان هؤلاء المستفيدون يتطلعون للتوصّل بهذه الحوالات المالية، خصوصا في هذه الظرفية الصعبة المطبوعة بقلة التساقطات المطرية ، وكذا إرتفاع كلف المعيشة ، غير أن أن هذه العملية أصبحت تواجه صعوبات بسبب رفض إدارة المؤسسة لأسباب تبقى مجهولة .
ودعا المصدر إدارة المؤسسة الشبة بنكية، إلى تحمل مسؤوليتها الإجتماعية في علاقتها بهذه الشريحة من محدودي الدخل إنسجاما مع ركائز الدولة الإجتماعية التي ما فتئ جلالة الملك نصره الله يرسم ملامحها، في إتجاه التغيير والبناء لجعل الكرامة أساس الإنسان المغربي المعاصر، تماشيا مع الأوراش الكبيرة التي فتحتها الدولة.