نظمت جمعية قرية الصيادين للتنمية بالمضيق مساء يوم السبت 19 نونبر 2016م بقاعة حسن الدردابي بدار الثقافة بالمضيق حفل توقيع كتاب ((القرصنة البحرية بالريف خلال القرن 19 والضغوط الاستعمارية على المغرب))، وقد عرف هذا الحفل ـ الذي تميز بامتلاء فضاء قاعة دار الثقافة بالحاضرين ـ مشاركة الأستاذ محمد صمري المندوب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بالإضافة إلى الدكتور المفضل أخماش والأستاذ محمد عبد المومن، ومؤلِّف الكتاب الأستاذ فريد المساوي، في حين تولى تسيير أشغال هذا الحفل رئيس الجمعية الأستاذ محمد ازعيطار.
في كلمة باسم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أشار الأستاذ محمد صمري إلى أن موضوع هذا الكتاب يدخل ضمن اهتمامات المندوبية الساعية إلى توثيق ذاكرة المقاومة الوطنية، كما تحدث عن إسهامات المندوبية في مجال النشر بخصوص كل ما من شأنه حفظ ذاكرة المقاومة المغربية، وهذا ما جعل المندوبية السامية تخصص ميزانية علمية خاصة بإنشاء مكتبات في مختلف مدن المغرب متخصصة في تاريخ المقاومة المغربية، كما أكد السيد المندوب الجهوي على أن هذا الكتاب أشرفت على تقييمه لجنة علمية تضم أجود المؤرخين المغاربة، ومن خلال المعايير التي اعتمدتها هذه اللجنة اتضحت لها القيمة العلمية لهذا الكتاب وهذا ما أدى بها إلى الموافقة على عملية النشر باسم المندوبية.
أما الدكتور المفضل أخماش فقد قدم في مداخلته نظرة علمية حول مفهوم التوثيق، حيث استهل هذه المداخلة بتقديم تعريف موجز لمفهوم التوثيق من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية، ثم انتقل إلى الحديث عن أنواع الوثائق وأقسامها، فاستنتج أن مؤلِّف هذا الكتاب اعتمد على مجموعة من الوثائق الرسمية المخزنية، بالإضافة إلى الخرائط البيانية الموضِّحة، مع الاعتماد على بعض الصور التقريبية، واللوحات التشكيلية، دون إغفال المقالات التاريخية المنشورة بمجموعة من الجرائد والمجلات… ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن “جغرافية المؤلَّف” من حيث عددُ صفحاته وشكلُه الداخلي والخارجي ومختلف المواضيع التي تحدث عنها المؤلِّف، ليختم مداخلته بتقديم مجموعة من الاستنتاجات والملاحظات.
وفي مداخلة الأستاذ محمد عبد المومن تحدث عن الإضافة العلمية التي يمكن أن يقدمها هذا الكتاب للخزانة التاريخية بالمغرب، خصوصا أمام قلة المصادر والمراجع المتعلقة بمنطقة الريف المغربي، وتحدث كذلك عن السياق الذي تم فيه إنجاز هذا الكتاب، كما قدم قراءة موجزة عن الشكل الخارجي للكتاب من حيث دلالتُه ورمزيتُه، وانتقل إلى الحديث عن أهم المنهجيات التي اعتمدها المؤلف في هذا الكتاب وهي المنهجية التحليلية بالإضافة إلى منهجية المقارنة بين الوثائق، وبعد ذلك انتقل للحديث عن أهم ما ميز مضامين هذا الكتاب، فقدم مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات التي توصل إليها بعد دراسته للمؤلَّف.
وبعد كلمة الأستاذ فريد المساوي التي تحدث فيها عن سياق نشر هذا الكتاب وقدم بعض التوضيحات، بالإضافة إلى عرضه ملخصا موجزا عن مضامين الكتاب، تم فتح باب المداخلات أمام الحاضرين الذي قدموا بدورهم مجموعة من الإضافات والاقتراحات والتساؤلات التي أغنت النقاش في هذا الحفل، فتفضل بعد ذلك الأساتذة المتدخلون بالإجابة عن كل النقاط المثارة في المداخلات.
محمد ازعيطار.
المضيق تيفي