بدأ التأخر الحاصل في حسم مكتب جامعة غرف الصيد البحري يثير الكثير من ردود الأفعال في الوسط المهني المتتبع لشأن التمثيلية المهنية، إذ وبعد مرور شهور على حسم مكاتب غرف الصيد، لايزال مستقبل جامعة الغرف غامضا، في ظل الأطماع التي عبرت عنها مجموعة من الوجوه، الراغبة في تصدر المشهد وخلافة محمد أومولود على رأس الجامعة.
وعلمت البحرنيوز أن التأخير الحاصل على مستوى حسم مكتب الجامعة، يبقى ناجما عن وجود مجموعة من المنافسين، الذين أشهروا رغبتهم الجامحة في الحصول على تزكية ممثلي الغرف المهنية، للحضور في المكتب الجديد، ومنه إلى رئاسة الجامعة، حيث تتوالى هذه الأيام اللقاءات، التنسيقية التي تحاول من خلالها بعض الوجوه النافذة على مستوى قطاع الصيد، الوصول إلى توافق بشأن الأسماء المقترحة، لإغلاق الباب في وجه التشنجات المهنية، التي من شأنها الخروج إلى العلن في حالة ما فشل أحد الأطراف.
وعلمت البحرنيوز، أن هناك أربعة أسماء أظهرت نيتها في الوصول إلى رئاسة الجامعة، تتمركز غالبيتها بغرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى بثلاثة أسماء، هم على التوالي العبادلة ماء العينين وجواد الهلالي وعبد الكريم فوطات، إلى جانب الإسم الذي طفى على السطح مند شهور بغرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية العربي المهيدي، فيما وإلى حدود اللحظة لم تكشف غرفة الصيد البحري المتوسطية أو غرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية عن مرشحين محتملين لرئاسة المكتب، وإنما هناك تتبع لمجريات الوضع عن كثب، بعد أن أظهرت كلا الغرفتين نواياها في دعم بعض الأطراف المتنافسة.
وكانت المنافسة مع نهاية المرحلة الإنتخابية لغرف الصيد محصورة في كل من العربي المهيدي الذي يحضى بإجماع مكونات الغرفة الأطلسية الشمالية ويؤسس لتنسيق مع الغرفة الأطلسية الوسطى الذي ظهرت أولى بشائره في الإستقبال الذي حضي به فؤاد بنعلالي، ضمن أولى دورات الغرفة الشمالية، والعبادلة ماء العينين كمرشح عبر هو الآخر عن رغبته يقينا في حب إستعادة كرسي الرئاسة الذي يتملكه بشأنه شوق من أجل إستعادة ذكريات الأمس القريب. وهو شوق يستمد قوته من دعم مفترض من بعض مكونات غرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية على الخصوص، فيما ظهر مؤخرا عبد الكريم فوطات رئيس الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي الذي يعول على دعم حزبي محلي بأكادير تطعمه مساندة من غرفة الصيد البحري المتوسطية. غير أنه سيجد نفسه مزاحما على طلب هذا الدعم، من زميله جواد الهلالي، ما لم يتم تغييب أحد الإسمين عن لائحة الغرفة الأطلسية الوسطى. خصوصا وأن إسم جواد الهلالي عاد ليطرح بقوة في هذه المرحلة. وهي تطورات تفتح باب التأويل على مصراعيه، فيما يبقى السؤال المطورح هل ستقدم غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى هؤلاء المرشحين الثلاث؟
سؤال هو سابق لآوانه في هذه المرحلة المطبوعة بمشاورات متواصلة بين الفاعلين على مستوى غرفة الصيد وإمتدادتها المهنية، حيث لم تحسم غرف الصيد الأربعة تشكيلتها المكونة من الأعضاء التي ستدفع بهم في إتجاه جامعة الغرف، والتي تبقى المحدد الأساسي للترشح لرئاسة المكتب، إذ ستجد بعض الغرف خصوصا الوسطى حرجا كبيرا في إختيار الأسماء الستة، لكونها تواجه ضغوطات قوية قد تمتد لخارج المؤسسة، وهو ما يربك اعداد اللائحة المنتظرة ويختبر قوة الرئيس الجديد في تنزيل قناعاته بخصوص نظرته لتدبير هذا الملف، لاسيما وأن هذه الغرفة ظلت تراهن على حماية التوجهات الكبرى للمؤسسات، وتراهن على إحداث تغيير في التمثيلية المهنية، وهو ما يفرض وضع إختيارات على المقاس تتحكم فيها معايير موضوعية تستحضر الكتلة الناخبة، وتنتصر للمنطق الحزبي كموجه له تداعياته المتشعبة في الإختيار. هذا الأخير الذي سيكون له تأثير مباشر على مستقبل كرسي رئاسة جامعة الغرف.
ويبقى حسم الإختيار الإسم الذي سيدير المرحلة القادمة بما تحمله من تطورات في قطاع الصيد وتحديات تواجه المصايد والإستثمار، معطى يجب التعاطي معه بكثير من الواقعية والجدية ، خصوصا وأن الجامعة هي تجمع للغرف المهنية، التي تراهن على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الترابي. فيما يعول على غرف الصيد البحري ومعهم الجامعة إلى جانب باقي الغرف المهنية، في الترافع على تعزيز أدوار هذه المؤسسات الدستورية، بغية تعزيز تموقعها ودعمها، من أجل الاضطلاع بمهامها على أحسن وجه، لتشكل رافعة حقيقية للاستثمار المنتج ويؤهلها، إضافة إلى الدور التمثيلي للقوى الاقتصادية والاجتماعية في قطاع الصيد ، للقيام بدورها الاقتصادي في تحفيز الاستثمار وإنتاج الثروة.
البحرنيوز: يتبع ..