أفادت مصادر مهنية بالداخلة أن وضعية البحار الذي نقل إلى المستشفي في حادث سفينة الصيد بالمياه المبردة “سعد الله”، يطبعها الإستقرار بعد أن كان في حالة حرجة.
وقالت ذات المصادر في محاولة لبناء تطور الأحداث، التي تسببت في الفاجعة المؤلمة في إنتظار ما ستفرزه التحقيقات، أن أحد البحارة كان يحاول تطهير العنبر من الشوائب وبقايا الأسماك ، حيث أغمي عليه ، ليحاول زميله النزول إليه من أجل إنقاذه غير أنه أغمي عليه هو الآخر ، ليفارق الإثنان الحياة ، فيما تم إنقاذ بحار آخر كان يحاول تقديم المساعدة، ونقله إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة .
وأوضحت مصادر أن عنبر السفينة الممتد على عمق قد يقارب ستة أمتار ، يحتاج لتقنيات خاصة ترتبط بالسلامة البحرية يبقى ابرزها الإستعانة بجهاز التنفس وأقنعة، خصوصا وأن هذه العنابر كلما تم النزول إلى قاعها كلما كان الأكسجين أقل، إلى جانب تأكسد مخلفات الأسماك الذي تنتج عنه غازات وروائح، وهو ما يتسبب في إغماءات وإختناقات، ينبغي التعامل معها بالكثير من الحساسية .
وأفادت ذات المصادر أن عملية الإنقاذ يجب أن تكون على درجة عالية من الجاهزية والتنسيق، لأن النزول إلى القعر يحتاج لإستعدادات ترتبط بسلامة المنقذ بالدرجة الأولى، من خلال التجهّز بجهاز للتنفس ووضع قناع واقي ، والإستعانة برافعة لتيسير مهمة الصعود. كما اشارت ذات المصادر أن نزول البحار إلى القعر من غير تجهيزات مساعدة يعد بمثابة شروع في الإنتحار .
ويطرح الحادث سؤال السلامة البحرية على ظهر هذا النوع من السفن ، التي تعتمد في أنشطها على تقنيات تحتاج للكثير من الكفاءة ، وهو ما يفتح الباب أمام التساؤل حول نوعية المصاحبة التأطيرية التي يخضع لها بحارة هذه السفن ، خصوصا وأن حادث اليوم يعرّي نوعا من الضعف والنقص التأطيري على مستوى السلامة ، في علاقة بتدبير عملية تطهير العنابر، التي تشبه إلى حد بعيد عملية النزول إلى المطامر ، التي عادة ما تكون أبوابها صغيرة مقارنة مع مساحتها الممتدة عرضا وطولا .
يذكر أن الحادث خلف ضحيتان أحدهما بحار (م.و) و وضابط ميكانيكي (ع) فيما تم إنقاذ البحار الثالث الذي تم نقله إلى المستشفى، حيث يخضع للإستشفاء ويتلقى العلاجات الضرورية.