تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى ما ستقرره الوزارة الوصية على القطاع بخصوص المراكب التي ستنشط بمصيدة التناوب برسم الموسم الجديد، خصوصا وأن السنة الماضية كان يوم 08 فبراير حاسما بخصوص الإفراج عن لائحة ال 75 مركبا ، وهو المعطى الذي جعل كثير من المهنيين يعتبرون الأسبوع الجاري هو أسبوع الحسم، لاسيما أن موسم الأسماك السطحية الصغيرة من المقرر أن ينطلق بعد أيام بالمصيدة الجنوبية ، إذ تفصلنا عن نهاية الراحة البيولوجية نحو 10 أيام .
ويتنافس 157 مركبا للصيد الساحلي صنف السردين، على حظوظها من أجل ولوج مصيدة التناوب برسم الموسم الجديد، وهو رقم يتسم بالتراجع مقارنة مع موسم 2022 الذي كان قد عرف المنافسة بين 196 مركبا، للظفر بمقعد ضمن لائحة ال 75 مركبا التي تحددها الوزارة الوصية للمصيدة الجنوبية، وهي معطيات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك حجم التحديات التي تواجه المصيدة ، والتي كانت سببا مباشرا في هذا التراجع، بعد أن أصبحت المراكب تصطدم بالكثير من الهواجس سواء منها المناخية ، وكذا التراجع في المصايد المحلية .. إلى جانب معطيات آخرى أزاحت عن المصيدة بريقها المتلألئ ، حتى أن موضوع اللائحة لم يحضى بذاك الإهتمام الذي ظل يحكم الساحة المهنية مع بداية السنة.
ولجأت الإدارة السنة الماضية إلى تجديد الثقة في غالبية المراكب التي تم إنتقاؤها خلال 2022 لمواصلة النشاط برسم الموسم المنصرم، بعد التعثر الذي واجه المراكب في إستنفاذ الكوطا السنوية، نتيجة مجموعة من المتغيرات، كان لها الأثر السلبي على نشاط المصيدة وخصوصيتها الإنتاجية. فيما يطرح النقاش حول الطريقة التي ستدبر بها هذه المرحلة، لاسيما وأن موسم 2023 لم يختلف كثيرا عن الموسم الذي سبقه، حيث وجدت غالبية المراكب عسرا في إستغلال الكوطا السنوية المحددة في 1880 طن لكل مركب، بسبب التقلبات الجوية التي تعرفها المصيدة، ومحدودية أسماك السردين، فيما شكل المخلوط بين مفرغات البوري والأسقمري أحد السمات التي ميزت الموسم المنصرم بالمصيدة.
ويعيس الفاعلون المهنيون على أعصابهم بخصوص التوجيهات الجديدة التي ستهم المصيدة ، خصوصا بعد ان أظهرت الراحة البيولوجية قسورها في إستعادة المخزون بالشكل المصلوب ، على الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها المهنيون ، في ظل الوعي الحاصل، بكون إستدامة المخزون تعد هي صمام الأمن للإستثمار القطاعي، حيث تشير المعطيات المتوفرة أن هناك إرادة إدارية قوية من أجل تعزيز الإصلاحات، في إتجاه تقوية التدابير الحمائية مستقبلا، سواء على مستوى مناطق الصيد والكوطا الموسمية ، إلى جانب تشديد الرقابة على أنماط الصيد والمصطادات وكذا معدات الصيد، والعمل على إعادة النظر في المعطيات التقنية للشباك التي تستعمل في صيد الأسماك السطحية الصغيرة بمصيدة التناوب، في تطلع إسترتيجي يراهن على حماية الأنواع وإستدامة المصيدة، التي تتسم بمجموعة من الخصوصيات، تتركز أساسا في محدودية العمق، الذي تتميز به السواحل المحلية قبالة جهة الداخلة وادي الذهب.