إستفاد بحارة بليونش إلى جانب النساء البحريات بالمنطقة، من دورة تكوينية نظمت لفائدتهم على مدى ثلاثة أيام مع نهاية غشت المنصرم . همت هيكلة خياطة الشباك وتقنية الصيد بالخيط “البلانكري”، والمنظمة في إطار تنزيل البرنامج الإطار لتنمية قدرات الصيادين التقليديين، الممول من طرف منظمة الفاو في إطار شراكة تجمعها بالكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي ووزارة الصيد البحري.
وتدخل هذه الدورة حسب شابو محمد البشير الكاتب العام للكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي ، في إطار تطبيق الخطوط التوجيهية الطوعية لمنظمة الأغدية والزراعة فاو، والتي تهدف إلى توفير المؤن الغدائية ، ومحاربة الفقر. حيث ركزت الورشة على مجال هيكلة خياطة الشباك وتقنية الصيد بالخيط “البلانكر”. وهي ورشة إستهدفت مكونات تعاونية موجة بليونش النسائية، التي تظم في هياكلها زوجات وأرامل وبنات الصيادين التقليدين بمنطقة بليونش. إذ يكمن الهدف الأساسي من تنظيم هذه الورشة التي تنوعت بين ماهو نظري وماهو تطبيقي يؤكد المصدر، في توفير مداخيل إضافية للمرأة القروية البحرية، وإشراكها في تنشيط الجانب الإجتماعي بالمنطقة. وكذلك تطوير تقنيات واليات وأساليب الصيد، بالنسبة للصيادين التقليديين بنقطة التفريغ.
ويشمل المشروع الذي يضم في طياته مجموعة من المشاريع، التي ستشمل مجموعة من نقط الصيد على المستوى الوطني، في برنامجه مجموعة من التكوينات التي تهم مواضيع تخص القطاع. إذ أن هذه الورشات تشمل مجال التكوين والتواصل، وتبادل الخبرات والمعلومات ، وكذا تثمين وتسويق المنتوج السمكي ، وكيفية صياغة المشاريع والتدبير الإداري والمالي للتنظيمات المهنية . وذلك حسب الخصاص وخصوصية المناطق البحرية .
وإنطلق تنزيل المشروع من الضفة المتوسطية، إذ تم إفتتاح البرنامج بمدينة المضيق التي إحتضنت ولمدة ثلاثة أيام أول دورة تكوينية، إستفاد منها مجموعة من مهنيي الصيد التقليدي بالمنطقة، لتليها منطقة بليونش، التي إستقبلت مؤطري البرنامج لمدة ثلاثة أيام، فيما ستستقبل مدينة طنجة خلال شهر شتنبر الجاري، ورشة جديدة لفائدة مهنيي الصيد التقليدي المنطقة. هذا على أن يتواصل مسلسل الدورات في إتجاه الجنوب، وفق برنامج معين لضمان إستفادة فئة واسعة من الصيادين التقليديين الذين ينشطون على إمتداد الساحل المغربي.
وقال عياد مصطفى أمين مال تعاونية المحيط للصيد التقليدي أحد المؤطرين الذين ساهمو في تنشيط برنامج التكوين ببليونش إلى جانب أطر من معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالمضيقفي في اتصال هاتفي أجراه معه البحرنيوز، أن الدورة التكوينية اعتبرت حافزا ايجابيا، تم من خلالها إمداد المستفيدين بأهم المعطيات و المعلومات المهنية البحرية، خصوصا منها تبسيط تقنيات خياطة الشباك ، التي تختلف من منطقة الصيد إلى أخرى.
و تتحكم في طريقة خياطة الشباك وحياكتها حسب بن عياد، الذي ينشط في ممارسة الأنشطة البحرية التقليدية بمافيها خياطة الشباك لقرابة 40 سنة، العوامل الطبيعية البحرية، خصوصا منها عمق السواحل وأميال الصيد والمنتوجات المراد صيدها، والموقع الجغرافي البحري، إلى جانب عدد أيام الصيد . فيما أوضح ذات المصدر ، أن شباك الصيد التي تستعمل بالمحيط الأطلسي، تختلف عن الشباك المراد الصيد بها في السواحل المتوسطية.
محمد الدمغة رئيس تعاونية جبل موسى للصيد التقليدي بليونش، أكد من جانبه ، أن الدورة التكوينية اكتست صبغة جديدة، من خلال إشراك مؤطرين مهنيين و إداريين، لتوسيع الرؤية التكوينة لفائدة البحارة الشباب، وكدا نساء وأرامل البحارة. وذلك بهدف خوض غمار التكوين البحري، في مجال خياطة الشباك. فالرهان يؤكد رئيس الجمعية المهنية، يكمن في ضمان الرفع من المردودية التنموية والاقتصادية والاجتماعية، لمهنيي الصيد بنقطة الصيد بليونش.
بدورها نوهت فاطمة مخناس رئيسة تعاونية الموجة ببليونش، التابعة لنفوذ الدائرة البحرية لمندوبية الصيد البحري بالمضيق، بالأجواء التي طبعت أشغال التكوينية، من خلال إعطاء حيز زمني للتكوين البحري، الذي استهدف المستفيدين والمستفيدات. كما أوضحت في سياق متصل أن مثل هده التكوينات ستساهم لا محالة في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية البحرية بالمنطقة، والرفع من الوعي المهني في صفوف الساكنة المحلية في علاقتها بالساحل البحري.