إنساق مهنييو الصيد التقليدي بنقطة التفريغ سلا نحو تغيير قواربهم الخشبية بقوارب مصنوعة من مادة البوليستر . إذ أصبحت نقطة الصيد تتوفر اليوم على 30 قارب بوليستيري، وهو رقم يعكس حجم الثقة في التغيير كخيار يفرضه منطق التطور القطاعي بعد وقوف المهنيين على مجموعة من الخصائص الإيجابية لهذا النوع من القوارب.
وأكد محمد الادريسي ممثل مهنيي الصيد التقليدي بغرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية، ان مميزات قوارب الصيد التقليدي المصنوعة من البوليستر تبقى مقبولة إلى حد بعيد.. في ظل القضاء على مجموعة من التحديات التي ظلت تواجه النشاط المهني على متن القوارب الخشبية، من بينها عدم تسوس مكونات البوليستر، باعتبار هده الآفة ظلت تصيب الألواح الخشبية بعد مرور فترة من الزمن، اضافة الى كون مادة البوليستر تحافظ على المنتوج السمكي الذي يحتوي على مادة الثلج لأطول مدة ممكنة مقارنة مع القوارب الخشبية . ناهيك عن خفض هذه القوارب للكلفة الطاقية بالنظر لكتلتها المحدودة مقارنة مع نظيرتها الخشبية.
وأضاف ممثل الصيد التقليدي في مسترسل حديثه مع جريدة البحرنيوز ، ان مهنيي الصيد التقليدي يطالبون الجهات البحرية المختصة، برفع حجم قوارب الصيد التقليدي من 3 الى 5 طن. وهو معطى يجد تفسيره حسب قول الادريسي في خلق جو مهني مناسب للنشاط المهني. ما سيسمح بممارسة المهام اليومية بكل أريحية، بداية من تحضير وجباتهم الغذائية و الاستراحة داخل القوارب، التي تحمل على متنها أزيد من 3 بحارة ، متكدسين على طول الرحلات البحرية سواء أكانت قصيرة المدى أوطويلة ، والتي قد تصل الى 3 أيام يقضيها البحارة مع معداتهم البحرية من شباك ، حبال، معدات الطبخ ….
وأيرز المصدر في ذات الصدد ان حجم القارب ليس له علاقة بالكميات المراد صيدها كما هو شائع داخل الأوساط المهنيةكلما تم الحديث عن رفع حجم القوارب فالمهنيون هو أوعى من غيرهم بأن المصايد تراجعت في الكثير من المناطق ولم تعد بذلك السخاء الذي كان قبل عقود، وإنما هو مطلب يراهن عليه المهنيون في تحقيق الكرامة الإنسانية للمكون البحري، الذي ينشط في الصيد التقليدي في عرضة لأشعة الشمس والمطر والرياح ، بل أكثر من ذلك لا يجد حتى مكان لقضاء حاجته طيلة المدة التي يقضيها في البحر بما يثيره ذلك من حرج بين البحارة الزملاء الذين يشكلون الطاقم البحري. فقد بات لزاما اليوم تغيير هندسة هذه القوارب، التي تحتاج لتفكير حقيقي يساير التطورات التي تعرفها الساحة المهنية ، وكذا التحديات التي تواجه المصايد، بعد أن تراجعت رحلات الصيد المحكومة بمنطق “سرح وروح ” لصالح تغول “البياخي”.
إلى ذلك قال الإدريسي أن التجربة الميدانية ابانت اليوم عن فوائد القوارب البوليستيرية، بعد ان ظلت تواجه بالرفض من طرف بعض المهنيين، كما يؤكد ذلك التأخر الحاصل في الإنتقال من الخشب إلى البوليستير، الذي بدأ مع الوقت يتغير ويتراجع لصالح البوليستير، بما يقدمه من مؤشرات إيجابية. فواقع الحال يفرض اليوم التفكير الجمعي على المستوى التمثيليات المهنية والمكونات الإدارية وبجدية في قارب المستقبل ، أو اي قارب نريده اليوم لمواجهة تحديات المصايد المحاصرة بمجموعة من المعطيات والتطورات المناخية ، وكذا خيارات الجودة المرتبطة بالتسويق والتوسيم ، ناهيك عن الرغبة في تحقيق الكرامة الإنسانية .
واشار الفاعل المهني أن الجهات المسؤولة عن الصيد البحريـ قد سبق لها وأن عرضت فكرة استبدال قوارب الصيد التقليدي من الخشب الى البوليستر، إلا أن هذه الفكرة ظلت تواجه مجموعة من التحديات المشوبة بالمعارضة، خصوصا وأن كل جديد هو مرفوض، غير أن التأخر الذي حصل في إستيعاب الفكرة، قد إستهلكت الكثير من الوقت، واضاعت على الفاعلين الكثير من الفرص في إتجاه تطوير النقاش، والبحث عن مقاربات أخرى للترافع لعصرنة الأسطول وتطوير نجاعته في التجاوب مع التحديات التي تفرضها التغيرات التي تعرفها السواحل المغربية .