انطلقت عشية أمس الثلاثاء بسلا فعاليات الدورة الأولى لجامعة الأسر الموريسكية بالمغرب التي تنظم بمبادرة من جمعية ذاكرة الأندلسيين. وتندرج هذه الدورة في إطار برنامج جديد اعتمدته الجمعية، عبارة عن سلسلة من الندوات والعروض تقدم خلالها مجموعة أبحاث حول أسر مغربية أندلسية موريسكية عرفت على مدى التاريخ بوتدوين سيرتها وخصوصياتها بغية خلق بنك من المعطيات لتوثيق الذاكرة.
وأوضح رئيس الجمعية محمد نجيب لبريس، أن الجمعية أعدت برنامجا جديدا، يتطلب مثابرة وجهدا وبحثا بهدف ملء الفراغ الموجود في ما يخص تاريخ الأسر الموريسكية، خاصة بعدما أصبحت تطرح تساؤلات عديدة عن أسماء هذه الأسر المتواجدة بالمغرب، وتاريخها وعددها ونقط انتشارها ومدى حفاظها على هويتها الأندلسية الإسبانية.. مضيفا أن هذه التساؤلات كشفت عن الحاجة إلى القيام بنوع آخر من البحث التاريخي وذلك بحمل الأسر الموريسكية على إماطة الغبار عن ذاكرتها واستقراء الوثائق الخاصة من أجل تاريخها الأسري.
وأبرز محمد نجيب أن الأهداف الرئيسية لجامعة الأسر الموريسكية بالمغرب، هي التوثيق العلمي لتاريخ هذه الأسر من خلال الحفاظ على الذاكرة التاريخية والربط بين حاضر وماضي هذه الأسر مسجلا الغياب التام للعائلات الموريسكية في الأبحاث والكتب، وشح الوثائق الشخصية، وصعوبة الوصول إليها، وعدم اهتمام الباحثين بخصوصيات الأسر الموريسكية.
هذا واستعرض عدد من الباحثين في مداخلاتهم مسار أسر موريسكية استقرت بالمغرب وانخرطت في الجهاد البحري وتقلدت مناصب عليا، كأسرة معنينو بسلا التي انخرطت في الجهاد البحري وتقلدت المناصب حسب الوثائق المتوفرة، وأسرة سكلانط بالرباط التي كانت من الفرسان والمحاربين.
وأجمعت المداخلات على أن وتيرة البحث في المغرب متأخرة جدا عن الغرب في ميدان الدراسات الموريسكية، كما أن شح الوثائق وعدم تعاون بعض الأسر الموريسكية التي تملك وثائق عن تاريخها، كلها عوامل جعلت البحث في هذا الموضوع صعبا، مما يبرر ضرورة اعتماد المراجع الإسبانية التي كتبت عن الموريسكيين بغزارة.