لم تمر سنة 2019 دون أن تخلف وراءها مآسي قوية في قطاع الصيد البحري ، حيث لازالت دموع العشرات من الأسر لم تجف بعد، فيما تواصل أسر أخرى تسلحها بأمل مفقود، في العثور على جثب بحارة إلتهمهم البحر في حوادث متفرقة، دون أن يظهر لهم أثر على سواحل البلاد ، اللهم تلك النظرة الآخيرة التي ودعت بها زوجات وأمهات وأبناء رجالهم أو فلدات أكبادهم أو أبائهم، وهو يتحركون لركوب البحر، من أجل تحصيل لقمة مفعم تحصيلها بالجهد والمخاطر. إذ يبقى مركب الصيد بالحيط إخواني ومركب الصيد بالجر مسناوي ، على رأس قافلة الحوادث المفجعة التي حصلت في قطاع الصيد سنة 2019.
فبداية من مركب الصيد الساحلي عبد المغيث كأول حادث تم تسجيلها سنة 2019 وصولا إلى غرق قارب الصيد “بوعلام2” الذي تسبب في فقدان خمسة بحارة، كآخر حادث في السنة التي ودعناها، تتعاقب الحوادث وترتفع وثيرة الفقدان في البحر، لتنصب سنة 2019 نفسها كواحدة من أكثر السنوات فقدانا للمراكب في حوادث بحرية بالبلاد. فيما فتحت ذات السنة النقاش بشكل قوي ، والذي ظل يتردد صداه مغ كل حادثة، ومع كل مفقود في البحر، حول إشكالية السلامة على ظهر سفن الصيد، وكدا حضورها على مستوى وعي الشغيلة البحرية ، مرورا بنجاعة وجدوى التدخلات التي تنفذها مصالح الإنقاذ، كسؤال كبير ومتشعب ظل يتردد في الأوساط المهنية البحرية.
مركب إخواني .. الصدمة القوية
تعرض مركب الصيد بالخيط الإخواني، المسجل تحت رقم 5-340 للصيد، فجر الجمعة 27 شتنبر 2019 ، للغرق على بعد حوالي 60 ميلا شمال ميناء الداخلة ، إثر اصطدامه بسفينة للشحن كانت قادمة من جمهورية بنما، تحمل إسم “مونتي لورا”. وهو الحادث الذي اسفر عن فقدان 11 بحارا كانوا على متن مركب الصيد، فيما تم إنقاذ خمسة آخرين من طرف طاقم السفينة البنامية.
وأطلق عدد من الفاعلين المهنيين حملة تضامنية واسعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، واتساب من اجل التضامن مع اسر الضحايا ، والتي تم عبرها تجميع مبالغ مهمة في سابقة تعد هي الأولى من نوعها في قطاع الصيد بالمغرب، تم تسليمها اللأسر المكلومة، كما خصت زكية الدريوش أسر الضحايا بزيارات تضامنية مبعوثة من وزير الصيد البحري سلمتهم خلالها هبات كان لها الأثر الإيجابي على المستوى الإجتماعي للأسر المكلومة التي تستقر في عمومها بضواحي مدينة آسفي.
إلى ذلك تم السماح مؤخرا للسفينة التجارية البانامية، التي صدمت مركب الصيد “الإخوان”، بمغادرة مياه الداخلة في إتجاه وجهتها التجارية ، بعد أن سددت ضمانة مالية للمحكمة بقيمة 200 مليون سنتيم، من أجل الإفراج عنها، وتمكينها من مغاردة السواحل الجنوبية. مع متابعة الأضناء في حالة سراح. وذلك في إنتظار إستكمال مسطرة التحقيق المتواصلة من طرف لجنة مختصة، تضم ممثلين عن وزارة الصيد وكدا خبراء من الملاحة التجارية ناهيك عن السلطات المعنية.
وتفاعل المهتمون بنوع من عدم الرضى عن الإفراج عن السفينة مقابل الكفالة المذكورة، والتي وصفوها بالهزيلة جدا ، حتى أنها لاتعني شيئا أمام حجم الخسائر البشرية الناجمة عن الحادث، والمقدر في 11 ضحية. هذا ناهيك عن ضياع القطعة البحرية ومعدات الصيد. حيث كان هؤلاء الفاعلون بمنون النفس بإصدار إذن بالحجز التحفظي ، من طرف المحكمة التجارية على السفينة البانامية. و ذلك إلى حين إنهاء التحقيقات في الحادث، وتحديد مختلف ملابساته، ومعها تحديد المسؤوليات وما يترتب عنها من جزاءات .
غرق مركب مسناوي … الحادثة الغامضة
سجلت صبيحة الجمعة 22 نونبر 2019 غرق مركب صيد بالجر مسناوي على متنه أزيد من 11 بحارا من أصل 16 بحارا مقيدين في سجل المركب ، وذلك على يعد 20 ميلا من ميناء سيدي إفني ، إذ سيتم إكتشاف الحادث بعد أن تم إنتشال جثة بحار من طرف مركب سمير 4 ، سيكتشف فيما بعد انها تعود لأحد بحارة مركب المسناوي. لتتحول الشكوك التي إفترضت غرق المركب إلى صاعقة خبرية، خصوصا وأن المركب لم يصدر عنه اي إنذار أو طلب إستغاثة للجهات المختصة.
وبدأت الأخبار تتناسل بخصوص الحادث إبتداء من الساعة 11 من صباح الجمعة، أي بعد ما يقارب 12 ساعة من وقوع الحادث الغامض. فيما تؤكد الأخبار الرسمية أن الإتصال قد إنقطع مع مركب المسناوي الذي يعد من الحجم الصغير ، مند الساعة 12 من ليلة الخميس صبيحة الجمعة 22 نونبر 2019 . كما فقدت إشارة جهاز التتبع و الرصد “vms”. وذلك على مسافة 20 ميلا من ميناء المدينة. وقد تم إنتشال ستة جثث لمفقودي المركب الذي طرحت بخصوصه الكثر من الأسئلة حول السلامة .
و تمكن من تحديد مكان غرق المركب جنوب شرق سيدي إفني، على مستوى الإحداثية المرقمة بالأرقام التالية 29.06.268.010.31.037 . وذلك بعد ان علقت شباكه عندما كان في عملية صيد في بعض حطام القطعة البحرية الغارقة ، فيما يرجح أن يكون بعض البحارة المفقودين غارقين في ذات المكان . فيما تتساءل هيئات مهنية عن سبب التأخر الحاصل في عدم إنطلاق عملية البحث تحت مائي بمسرح الحادث؟
غرق مركب صيد السردين التيسير 2… النبأ إعتبره البعض كذبة ابريل
نجا ستة بحار من الغرق بعد تعرض مركب الصيد الساحلي صنف صيد السردين التسير 2 صبيحة يوم الاثنين 1 أبريل 2019 ، لحادث غرق على بعد أميال قليلة من ميناء أكادير، وذلك بعد أن كان في طريقه للخضوع للصيانة بورش إصلاح السفن بميناء طانطان.
وغرق المركب على بعد حوالي 10 أميال من ميناء أكادير، بعد تسرب المياه إلى حجرات المركب بانسيابية كبيرة، منحت قليلا من الوقت للطاقم المكون من 6 بحارة، من الانتقال من المركب إلى القارب المجهز بمحرك ، والذي يستعمل من طرف الطاقم في عمليات الصيد. قبل أن تلتحق بهم خافرة الإنقاذ الفتح التي أوصلت الطاقم إلى ميناء أكادير. فيما تناسلت الحكايات بخصوص هذا الحادث حتى ذهب البعض إلى وصفها بكذبة ابريل لتزامنها مع فاتج أبريل في إشارة لظروف وملابسات غرق المركب الذي غرق بالفعل .
مركب سمك الصحراء … النيران ترعب طاقم الصيد
شبت النيران في مركب “سمك الصحراء 6” المصنوع من الحديد، مساء الإثنين 04 نونبر 2019، بعد أن انتشرت النيران في مختلف مكوناته، فيما حال تدخل مركبين في ملكية نفس مجهز سمك الصحراء 6، كانا في محيط الحادث ؛ دون وقوع فاجعة إنسانية بعد أن قدموا المساعدة ل12 بحارا كانو على متن المركب .
وتدخل كل من مركب الصيد بالجر “كاريون 3” و “أبو عنان 2 “؛ الذين أفلاحا في اجلاء 12 بحارا، كانوا على متن المركب المنكوب. قبل أن يتم قطر المركب إلى ميناء أكادير بعد السيطرة على النيرات، في عملية دامت لساعات طويلة ولم تنهي إلا مع صباح اليوم الموالي.