سنة 2019 تغادر وفي تناياها فواجع إنسانية قوية في قطاع الصيد فهل تكون 2020 سنة من دون حوادث؟

0
Jorgesys Html test

لم تمر سنة 2019 دون أن تخلف وراءها مآسي قوية في قطاع الصيد البحري ، حيث لازالت دموع العشرات من الأسر لم تجف بعد،  فيما تواصل أسر أخرى تسلحها بأمل مفقود،  في العثور على جثب بحارة إلتهمهم البحر في حوادث متفرقة، دون أن يظهر لهم أثر على سواحل البلاد ، اللهم تلك النظرة الآخيرة التي ودعت بها زوجات وأمهات وأبناء رجالهم أو فلدات أكبادهم أو أبائهم،  وهو يتحركون لركوب البحر،  من أجل تحصيل لقمة مفعم تحصيلها بالجهد والمخاطر.  إذ يبقى مركب الصيد بالحيط إخواني ومركب الصيد بالجر مسناوي ، على رأس قافلة الحوادث المفجعة التي  حصلت في قطاع الصيد  سنة 2019.

فبداية من مركب  الصيد الساحلي عبد المغيث كأول حادث تم تسجيلها سنة 2019  وصولا إلى  غرق قارب الصيد “بوعلام2” الذي تسبب في فقدان خمسة بحارة،  كآخر حادث في السنة التي ودعناها، تتعاقب الحوادث وترتفع وثيرة الفقدان في البحر، لتنصب سنة 2019 نفسها كواحدة من أكثر السنوات فقدانا للمراكب في حوادث بحرية بالبلاد.  فيما فتحت ذات السنة النقاش بشكل قوي ، والذي ظل يتردد صداه مغ كل حادثة، ومع كل مفقود في البحر، حول إشكالية السلامة على ظهر سفن الصيد، وكدا حضورها على مستوى وعي الشغيلة البحرية ، مرورا بنجاعة وجدوى التدخلات التي تنفذها مصالح الإنقاذ،  كسؤال كبير ومتشعب ظل يتردد في الأوساط المهنية البحرية.

  مركب إخواني .. الصدمة القوية 

تعرض مركب الصيد بالخيط الإخواني،  المسجل تحت رقم 5-340 للصيد، فجر الجمعة 27 شتنبر 2019  ، للغرق على بعد حوالي 60 ميلا شمال ميناء الداخلة ، إثر اصطدامه  بسفينة للشحن كانت قادمة من جمهورية بنما، تحمل إسم “مونتي لورا”. وهو الحادث الذي  اسفر  عن فقدان 11 بحارا  كانوا على متن مركب الصيد، فيما تم إنقاذ خمسة آخرين من طرف طاقم السفينة البنامية.

وأطلق عدد من الفاعلين المهنيين حملة تضامنية واسعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، واتساب من اجل التضامن مع اسر الضحايا ،  والتي تم عبرها تجميع  مبالغ مهمة في سابقة تعد هي الأولى من نوعها في قطاع الصيد بالمغرب،  تم تسليمها  اللأسر المكلومة، كما خصت زكية الدريوش أسر الضحايا بزيارات تضامنية مبعوثة من وزير الصيد البحري سلمتهم خلالها هبات كان لها الأثر الإيجابي  على المستوى الإجتماعي  للأسر المكلومة التي تستقر في عمومها بضواحي مدينة آسفي. 

إلى ذلك تم السماح مؤخرا للسفينة التجارية البانامية، التي صدمت  مركب الصيد “الإخوان”،  بمغادرة مياه الداخلة في إتجاه وجهتها التجارية ، بعد أن سددت ضمانة مالية للمحكمة بقيمة 200 مليون سنتيم، من أجل  الإفراج عنها، وتمكينها من مغاردة السواحل الجنوبية. مع متابعة الأضناء  في حالة سراح. وذلك في إنتظار إستكمال مسطرة التحقيق المتواصلة من طرف لجنة مختصة، تضم ممثلين عن وزارة الصيد وكدا خبراء من الملاحة التجارية ناهيك عن السلطات المعنية.

وتفاعل المهتمون بنوع من عدم الرضى عن الإفراج عن السفينة مقابل الكفالة المذكورة، والتي وصفوها بالهزيلة جدا ، حتى أنها لاتعني شيئا أمام حجم الخسائر البشرية الناجمة عن الحادث، والمقدر في 11 ضحية. هذا ناهيك عن ضياع القطعة البحرية ومعدات الصيد.  حيث كان هؤلاء الفاعلون بمنون النفس بإصدار إذن بالحجز التحفظي ، من طرف المحكمة التجارية  على السفينة البانامية. و ذلك إلى حين إنهاء التحقيقات في الحادث، وتحديد مختلف ملابساته، ومعها تحديد المسؤوليات وما يترتب عنها من جزاءات .

غرق مركب مسناوي … الحادثة الغامضة 

سجلت صبيحة الجمعة 22 نونبر 2019 غرق مركب صيد بالجر مسناوي على متنه أزيد من 11 بحارا  من أصل 16 بحارا مقيدين في سجل المركب ، وذلك على يعد 20 ميلا من ميناء سيدي إفني  ، إذ سيتم إكتشاف الحادث  بعد أن تم  إنتشال  جثة بحار من طرف مركب سمير 4 ، سيكتشف فيما بعد انها تعود لأحد بحارة مركب المسناوي. لتتحول الشكوك التي إفترضت غرق المركب إلى صاعقة خبرية،  خصوصا وأن المركب لم يصدر عنه اي إنذار أو طلب إستغاثة للجهات المختصة.

وبدأت الأخبار تتناسل بخصوص الحادث إبتداء من الساعة 11 من صباح الجمعة،  أي بعد ما يقارب 12 ساعة من وقوع الحادث الغامض. فيما تؤكد الأخبار الرسمية أن  الإتصال قد إنقطع مع  مركب  المسناوي الذي يعد من الحجم الصغير ، مند الساعة 12 من ليلة الخميس صبيحة الجمعة 22 نونبر 2019 . كما فقدت إشارة جهاز التتبع و الرصد “vms”.  وذلك على مسافة 20 ميلا من ميناء المدينة. وقد تم إنتشال ستة جثث لمفقودي المركب الذي طرحت بخصوصه الكثر من الأسئلة حول  السلامة .

و تمكن من تحديد مكان غرق المركب  جنوب شرق سيدي إفني، على مستوى الإحداثية المرقمة بالأرقام التالية  29.06.268.010.31.037 . وذلك  بعد ان علقت شباكه عندما كان في عملية صيد في بعض حطام القطعة البحرية  الغارقة ، فيما يرجح أن يكون بعض البحارة  المفقودين غارقين في ذات المكان . فيما تتساءل هيئات مهنية عن سبب التأخر الحاصل في عدم إنطلاق عملية البحث تحت مائي بمسرح الحادث؟

خافرة إنقاد الأرواح البشرية الفتح
إجلاء ستة بحارة بعد غرق مركل التسير 2

غرق مركب صيد السردين التيسير 2… النبأ إعتبره البعض كذبة ابريل 

نجا ستة بحار من الغرق بعد تعرض مركب الصيد الساحلي صنف صيد السردين  التسير 2 صبيحة يوم الاثنين 1 أبريل 2019 ، لحادث غرق على بعد أميال قليلة من ميناء أكادير، وذلك  بعد أن كان في طريقه للخضوع للصيانة بورش إصلاح السفن بميناء طانطان.

وغرق  المركب على بعد حوالي 10 أميال من ميناء أكادير، بعد تسرب المياه إلى حجرات المركب بانسيابية كبيرة، منحت قليلا من الوقت للطاقم المكون من 6 بحارة، من الانتقال من المركب إلى القارب المجهز بمحرك ، والذي يستعمل من طرف الطاقم في عمليات الصيد. قبل أن تلتحق بهم خافرة الإنقاذ الفتح التي أوصلت الطاقم إلى ميناء أكادير.  فيما تناسلت الحكايات بخصوص هذا الحادث حتى ذهب البعض إلى وصفها بكذبة ابريل لتزامنها مع فاتج أبريل في إشارة لظروف وملابسات غرق المركب الذي  غرق بالفعل .

عناصر الوقاية المدنية تواصل إطفاء مخلفات النيران بمركب الصحراء 6 بعد إقتياده إلى ميناء أكادير

مركب سمك الصحراء … النيران ترعب طاقم الصيد

شبت النيران في مركب “سمك الصحراء 6” المصنوع من الحديد، مساء الإثنين  04 نونبر 2019،  بعد أن انتشرت النيران في مختلف مكوناته، فيما حال  تدخل مركبين في ملكية نفس مجهز  سمك الصحراء 6،  كانا في محيط الحادث ؛ دون وقوع فاجعة إنسانية بعد أن قدموا المساعدة ل12 بحارا كانو على متن المركب .

وتدخل كل من مركب الصيد بالجر “كاريون 3” و “أبو عنان 2 “؛ الذين أفلاحا في اجلاء 12 بحارا، كانوا على متن المركب المنكوب.  قبل أن يتم قطر المركب إلى ميناء أكادير بعد السيطرة على النيرات،  في عملية دامت لساعات طويلة ولم تنهي إلا مع صباح اليوم الموالي.

إجلاء 30 بحارا في حادث مركب “عبد المغيث” بسواحل طرفاية

يعد هذا الحادث من أول الحوادث التي وقعت سنة 2019 وبالضبط يوم 18 يناير ، حيث دكّر الجميع بحادث مركب اللون الذي وقع في آواخر سنة 2018 . فيما نجحت المجهودات التي باشرها مختلف المتدخلين من مصالح الإنقاذ والسلطات  في إنقاذ 30 بحارا كانوا على متن مركب الصيد المسمى “عبد المغيث”، الذي جنح في الساعات الأولى من يوم الجمعة على مشارف ميناء طرفاية

الحادث الذي كانت ستكون حصيلته قوية، عزاه البعض إلى تواجد منطقة حجرية، وعلى عمق محدود جدا، بمحاداة منطقة تعرف بعمقها المساعد على تحرك المراكب، ما أعتبر سببا رئيسيا في وقوع مثل هذه الحوادث بين الفينة والأخرى بسواحل الإقليم، حيث يجد الربان نفسه في مواجهة المجهول بمجرد غفوة بسيطة بالمنطقة الساحلية قد تخرجه عن القناة المخصصة للإبحار.

ونبهت حينها جهات مهتمة إلى خطورة تحرك الرمال في إتجاه مدخل الميناء، الذي يتسبب في ترمل المدخل وكذا جنباته، وهي معضلة تواجه مهنيي الصيد بالمنطقة. هؤلاء الذين ظلوا يطالبون بتوسيع الميناء، وإنجاز حاجز يمنع عن الورش البحري إشكالية الترمل، ويخفف من تلاقح التيارات التي عادة ما يروح ضحيتها عدد من قوارب الصيد التقليدي.

الصيد التقليدي .. نزيف الأرواح يتواصل 

سجلت 2019 الكثير من الحوادث في سواحل متفرقة بالبلاد، كان آخرها حادث قارب الصيد بوعلام بسواحل آسفي، حيث  تواصل  عناصر مصالح الإنقاذ مجهوداتها بالشريط الساحلي الرابط بين آسفي وإيير، بحثا عن خمسة بحارة من بينهم شقيقين فقدوا في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد 29 دجنبر 2019 .

 وتم العثور عل القارب الذي يحل  اسم “بوعلام2” مسجل بمندوبية الصيد البحري باسفي تحت رقم 6756-7 من دون طاقمه  بساحل المنطقة المسمات “لعكارطة”، التي تبعد حوالي 24 ميلا بحريا شمال غرب ميناء اسفي،  حيث عثر على القارب منقلبا  دون أن يكون على مقربة منه اي شخص. بعد أن كان الطاقم قد إنطلق في رحلة صيد بحثا عن سمك بوشوك .

وبعيدا عن آسفي فقد سجلت مياه الداخلة الكثير من الحوادث في صفوف الصيد التقليدي، كما هو الشأن لإنقلاب  قارب للصيد التقليدي الذي  يحمل إسم “الحسينية 2”  وعلى متنه ثلاثة بحارة  قبالة مياه  منطقة الصيد تشيكا بضواحي الداخلة، حيث تقادفت الأمواج جتثين لضحايا  القارب فيما أعتبر البحار الثالت في عداد المفقودين.

هل تكون سنة 2020 سنة القطع مع الحوادث البحرية 

في ظل إستمرار نزيف حوادث الصيد البحري الساحلي وكذا الصيد التقليدي ، يبقى السلوك الإنساني له دخل في إرتفاع وثية الحوادث، في ظل عدم انضباط المهنيين مع شروط السلامة البحرية ،و احترام النشرات الإنذارية وتقصير الجهات المختصة في فرض القانون ؛ إذ تتعالى الأصوات مطالبة  وزارة الصيد بتحمل مسؤوليتها ، من خلال التحسيس و التأطير، وأيضا إلزام الجميع بقوانين السلامة خصوصا بعد إعتماد  مرسوم رقم 2.18.103 المرتبط  بتحديد القواعد العامة التي يجب أن تستوفيها سفن الصيد البحري في ما يتعلق بالإنقاذ.

ويهدف هذا المرسوم إلى تحديد، حسب الفئة التي تنتمي إليها السفن (سفن مجسرة أو غير مجسرة)، وسائل الإنقاذ والتواصل التي يجب أن تتوفر عليها هذه الأخيرة، بغية الاستجابة للمتطلبات المعمول بها على الصعيد الدولي في مجال سلامة وإنقاذ الأرواح البشرية في البحر وتمكينها، بالتالي، من الحصول على وثائق السلامة المناسبة، لاسيما “رخصة الملاحة”. كما يحدد المرسوم  شروط وكيفيات إقامة واستعمال نظام تحديد الموقع والرصد المستمر الذي يستعمل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية على متن سفن الصيد البحري لإرسال المعطيات التي تبعا لذلك، لن تطبق على سفن الصيد.

وأقرنت وزارة الصيد الحصول على رخص الصيد للسنة 2020، بضرورة تركيب وجوبا جهاز إرسال إشارات الاستغاثة RADIO BALISE EPIRB 406MHZ لتحديد الموقع عبر الأقمار الاصطناعية في حالات الحوادث. فيما يحتاج واقع الحال إلى تظافر جهود مختلف المتدخلين من إدارة وتمثيليات مهنية ومجهزين وبحارة لمحاصرة نزيف الأرواح في البحر عبر تحيين المفهوم الذي ظل مرتبطا بمفهوم السلامة البحرية لدى المكونات البحرية ، وتغييره من مجرد بعد شكلي يقتصر على نيل رخص الصيد ، إلى ركيزة لا تستقيم الرحلة البحرية بدونها . 

وكان  مجهزو الصيد في أعالي البحار ينوون إطلاق حملة واسعة تهم السلامة البحرية قبل إنطلاق موسم الأخطبوط، يتم فيها إعلان القطيعة مع صدريان النجاة التقليدية، التي ظل البحارة يتداولونها بنوع من العبثية على ظهر سفن الصيد، وإعتماد صدريات ذكية ، وسهلة الإستعمال. وهي المبادرة  التي تم تأجيلها في آخر لحظة إلى مناسبة قادمة، في إنتظار إلتحاق باقي الأساطيل البحرية بميناء أكادير،  لتكون المبادرة الجديدة توجها جديدا في سياق تقوية أليات السلامة، ومعها التحسيس بأهميتها لدى العنصر البشري،  الذي يواجه المخاطر بالبحر .

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا