حالة من الغليان تطبع أوساط ربابنة بحارة الصيد البحري الساحلي، تفاعلا مع سوء إستقبال مصحة الضمان الإجتماعي لأحد بحارة الصيد بالخيط، الذي يعاني من مرض صعب ، حيث تداول البحارة فيما بينهم هذا الخبر بأسف شديد، مؤكدين أنه من غير المعقول أن هذه المصحة المحسوبة على الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، يصدر عنها كهذا السلوك الشاد ، على الرغم من الإقتطاعات الكبيرة التي تطال مراكب الصيد لصالح هذا الصندوق .
وأوضح محمد مومن رئيس الكنفدرالية العامة لربابنة وبحارة الصيد الساحلي، أن البحار بلمداني مبارك الذي ينشط كميكانيكي في قطاع الصيد بالخيط ، إضطر إلى قطع نشاطه المهني بمدينة الداخلة بعد أن أحس بألام داخله، حيث حل بمدينة طانطان وعاش لحظات عصيبة ، تم نقله على إثرها إلى المستشفى الإقليمي، وبعد المعاينة والتشخيصات الأولية تمت إحالته على مصحة الضمان الاجتماعي بأكادير.
وأوضاف المصدر أن المهنيين وبمساندة من مندوب الصيد البحري يوسف فنون تم تدبير سيارة إسعاف ، حيث تم نقل المريض في إتجاه المصحة المذكورة التي وصلها في الساعات الأولى من صبيحة اليوم، وتم إستقباله وتسجيله في كشوفات المرضى في إنتظار معاينته من طرف الطبيب المختص، غير أن المرافقين للمريض صعقوا بخبر رفض قبول المريض، ومطالبتهم بنقله في إتجاه المستشفى الجهوي الحسن الثاني أو لمصحة أخرى لغياب السرير “ما كيناش بلاصة” حسب تصريح ذات المصدر.
من جانبه سجل عزيز بوناجي فاعل مدني في قطاع الصيد بميناء الوطية، أن البحار لازال في مرحلة إكتشاف طبيعة المرض، خصوصا وان المصالح الصحية للمستشفى الإقليمي بطانطان، هم أحالو المريض على المصحة الخاصة لمواصلة التشخيص، وليس الإستشفاء. غير أن المفاجأة يقول بوناجي أن مكتب الإستقبال رفض إستقبال المريض حتى قبل عملية الكشف، بحجة أنه مريض ب “السرطان”، قبل أن يتم التلكأ بالتحجج بغياب مكان شاغر. وهذا أمر مرفوض يؤكد بوناجي، يصدر عن مصحة تابعة لإدارة الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، حيث أكد المصدر أن مرافقي المريض قاموا باداء واجبات تسجيله، قبل ان تتم مطالبتهم بإستعادة المبلغ المؤدى عند دخول المريض.
إلى ذلك قال عبد الله الداسر أحد الوجوه النقابية بميناء أكادير، أن مرافقي المريض عمدوا إلى الإستعانة بمفوض قضائي لإثبات الحالة الذي حل بالمصحة، فيما أكد ذات المصدر أنه من غير المعقول أن تتعامل المصحة بهذا الشكل مع بحار في قطاع الصيد ومنخرط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، منددا بهذا السلوك الشاد، الذي يتنافى مع الرؤية الملكية المتبصرة لجلالة الملك، في تمتيع المواطنين بالحماية الاجتماعية لضمان الولوج لمختلف الخدمات الصحية.
وأضاف المصدر أن البحارة ظلو في عزة أزمة كوفيد 19 صامدين في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة، وضمان الأمن الغذائي للمغاربة، وكذا إنسيابية النشاط الاقتصادي، على إعتبار أن نشاط الصيد له إمتدادات كبيرة في إقتصاد المملكة. غير أن التعاطي مع بحار مريض بالشكل الذي تم توثيق على مستوى المصحة المذكورة يقول الداسر، يفتح الباب أمام كثير من التأويلات بخصوص مرتبة هذه الوظيفة المهنية المحفوفة بالمخاطر، في سلم التقدير لدى كهذه المصاحات.
وطالب الفاعلون بتصحيح الوضع وإيلاء البحار الاهتمام الخاص بالمرفق الصحي، كوجهة تحظى بطابع الأولوية في إختيارات الإستشفاء لدى مؤمني الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، إنسجاما مع الإقتطاعات التي ظلت تطال مداخيل البحارة والتي عادة ما تحتسب من العرام لصالح الصندوق، لأنه في آخر المطاف هذه خدمات صحية مؤدى عنها، ويجب أن تكون الخدمات في مستوى تطلع المرتفقين.
وحاولت البحرنيوز في سياق الرأي والرأي الآخر، الإتصال بإدارة المصحة، من أجل أخذ رؤيتها في الموضوع والإستماع لروايتها بخصوص النازلة ، غير ان إتصالاتنا باءت بالفشل، فيما يبقى حق الرد مكفولا لذات الإدارة في حالة رغبت في ذلك. هذا في وقت أكدت في مصادر عليمة على مستوى المصحة أن هناك مساعي حثيثة لإحتواء النازلة، لاسيما وأن هناك تغيير في الأطقم الإدارية والطبية التي تشرف على المداومة، بعد أن غادرت الأطقم الليلية وحلت الأطقم النهارية.