كشفت اللقاءت الأخيرة لكل من الغرفة الأطلسية الشمالية وجامعة الغرف بكل من الدار البيضاء وطنجة، عن الإنتهاء من اللمسات الآخيرة لدخول فاعل جديد في مجال تحديد مواقع بواخر الصيد الساحلي بالمغرب، المعروف إختصارا ب “vms”. وذلك بعد مفاوضات ماروطونية أشرف عليها رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بتكليف من باقي الهيئات المهنية، قبل أن تنال الشركة موافقة الوزارة الوصية على قطاع الصيد البحري، ومعها الوكالة المسؤولة على تقنين الإتصالات.
وحسب مداخلة للعربي المهيدي رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد الساحلي، على هامش اللقاء الآخير للغرفة الأطلسية الشمالي بالدار البيضاء، فإن الشركة الجديدة التابعة للرائد العالمي في هذا المجال “ماكموردو إفريقيا”، دخولها للسوق سيكسر نوعا ما الإحتكار، الذي ظلت تمارسه شركة صوريمار، مند إنطلاق المشروع، حيث سيقدم الفاعل الجديد خدمات بتكلفة اقل من تلك التي ظلت تقدم في هذا المجال، وبعروض تفضيلية تستجيب لتطلعات المهنيين .
وأكد في ذات السياق، “أن نظام vms الذي تشرف عليه الشركة، قد تم تجريبه على أحد مراكب الصيد بالقنيطرة، و قد كانت النتائج مرضية جدا، كما اعتبرت التقنية المستعملة من طرف الشركة ملائمة جدا. “كما أضاف رئيس الكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بالمغرب: “إن الأجهزة الجديدة متواجدة تحت الطلب مؤكدا أن لائحة الطلب المسبق متواجدة أيضا، حيث سترسل الأجهزة الجديدة قريبا للمختصين في المجال، لكي يتسنى لهم تثبيتها على المراكب المغربية التي تطلب خدمات الشركة الجديدة.
من جانبه رحب نور الدين أكناو المدير العام لشركة صوريمار في إتصال هاتفي اجراه معه البحرنيوز، بولوج الشركة الجديدة للسوق المغربية، معتبرا الخطوة لا تمثل له أي إشكال، على إعتبار أن شركته هي حاضرة وبقوة بمختلف موانئ المملكة، ومستعدة للمنافسة التي تبقى في مفهومها هي حرب الإسترتيجيات، حيث أكد المصدر في ذات السياق، أن شركته هي منهمكة في إعداد استرتيجية لمسايرة تطلعات السوق، وتقديم عروض جد مغرية، مبرزا أن شركته تستعد لتهيئة عرض خرافي وخيالي لا يصدق بخصوص VMS. وهو العرض الذي سيتم اطلاقه في الأسابيع القليلة القادمة، وتصعب منافسته يقول أكناو، وذلك نتيجة تراجع أثمنة “VMS” في السوق العالمية ب30 في المائة، فيما سجلت المعدات بدورها تراجعا ب25 في المائة.
وأكد مدير شركة صوريمار، أن شركته حاضرة بشكل قوي في أغلب الموانئ المغربية، في ظل وجود 15 وكالة في سواحل المغرب، تسهر على تقديم خدمات الشركة على مدار الساعة، ما يجعلها قريبة من المجهزين. هؤلاء الذي أصبحت تربطهم بمدير الشركة حسب تعبيره، علاقات صداقة وإحترام متبادل. وهو ما يجعل المنافسة غير مخيفة بالنسبة للشركة، الواثقة وفق تصريح المدير العام، من خدماتها المقدمة للمهنين. والتي لا تنحصر في تأمين الإتصال عبر الأقمار الإصطناعية وتحديد المواقع وإنما تمتد لمجالات أخرى.
وأشار نور الدين أكناو، أن ولوج فاعل جديد قد يتير الضحك، سيما في ظل محدودية السوق المتنافس عليها، والتي لا تحتمل القسمة على إثنين، بإعتباره يضم 2150 باخرة 200 منها لا تؤدي اشتراكاتها السنوية، بمعنى ان 1950 مركب تبقى هي أصل المعاملات السنوية. هذه الآخيرة التي لا تتعدى تسعة ملايين درهم، محققة أرباحا سنوية تتجاوز مليون درهم بقليل في السنة، خصوصا في ظل الإقتطاعات الضريبية، وأخرى لبعض المؤسسات المتدخلة في هذا القطاع، فكيف لهذا الورش أن يتحمل عددا من الفاعلين يتساءل المصدر؟
يذكر أن وفدا يتكون من مجموعة من الهيئات المهنية يتقدمهم رئيس جامعة غرفة الصيد البحري بالمغرب، مسنودا بكل من رئيس الغرفة الأطلسية الشمالية ورئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد الساحلي وشخصيات اخرى، كان قد عقد لقاء مع احدى الشركات التي تنسط في قطاع تحديد المواقع عبر الاقمار الاصطناعية. وذلك على هامش معرض لوريون الفرنسية أواخر السنة الماضية. وهو اللقاء الذي وصف في حينه بالمثمر ، حيث تلته اتصالات اخرى بغرض تسريع دخول الفاعل الجديد ليعزز قطاع الرصد عبر الأقمار الاصطناعية بالمغرب.