لفظت أمواج الأطلسي صبيحة اليوم السبت فاتح أكتوبر 2022 بشاطئ سيدي إفني حوتا ضخما. يرجح أن يكون قد تعرض لحادث قبال مياه المنطقة قبل أن ترمي به الأمواج نافقا على الشاطئ المذكور.
وقالت مصادرنا المطلعة أن الحوت النافق هو ينتمي إلى فصيلة الحوت الزعنفي أو هِرْكُول common rorqual وإسمه العلمي ”Physeter macrocephalus”، إذ يقترب طوله من 12 مترا، فيما عاينت البحرنيوز الحوت وقد تم شق بطنه من طرف مجهولين يعتقد أنهم من الباحثين على مادة العنبر، حيث تسود إعتقادات لدى الكثير من البحارة بوجود مادة العنبر في جهازها الهضمي . وقد إستنفر الحادث الباحثين والمصالح البيطرية والسلطات، التي هرعت إلى عين المكان، إذ تمت معاينة الحوت وأخذ صور له من زوايا مختلفة، كما تم إنجاز محاضر بخصوص النازلة.
وحسب موسوعة ويكيبيديا فإن هذا الحوت هو حيوان مائي لبون ينتمي إلى تحت رتبة الحيتان البالينية. وهو ثاني أكبر الحيتان حجماً بعد الحوت الأزرق، حيث ينمو ليصل لما يقارب 24 متراً تقريباً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، و27 مترا في النصف الجنوبي. وهو ما يجعل من الحوت النافق بسيدي إفني مجرد حوت صغير “فرخ” كان ينتظره الكثير ليكون في مرحلة النضج .
ويتميز الحوت الزعنفي حسب ذات الموسوعة ، بشكله الطويل والانسيابي، وباللون الرمادي أو البني المسود الذي يغطيه فيما عدا المنطقة البطنية، حيث يسودها لون أفتح. ويوجد نوعان معروفان من الحيتان الزعنفية، وهما: الحوت الزعنفي الشمالي المنتشر شمال المحيط الأطلسي، والحوت الزعنفي القطبي المنتشر في المحيط المتجمد الجنوبي. إذ ينتشر الحوت الزعنفي في جميع المحيطات الكبيرة بشكل عام، سواء أكانت قطبية أو استوائية، ويكثر في البحار المعتدلة أو الباردة، إلا أنه يغيب في البحار التي تنتشر فيها كتل الجليد الطافية في القطبين الشمالي والجنوبي، والبحار الصغيرة البعيدة عن المناطق المفتوحة. فيما يتغذى الحوت الزعنفي بشكل أساسي على الأسماك الصغيرة، الحبار، والقشريات كالكريل.
إلى ذلك سجلت مصادرنا المحلية ان حادث نفوق مجموعة من الحيوانت البحرية بين الحين والآخر كالحيتان والأسماك، والسلاحف البحرية فضلا عن الدلافين أصبح مبعث قلق للقائمين على الشأن البيئي البحري. وعلاقة بالموضوع عملت البحرنيوز على إستسقاء أراء بعض الباحثين في الحياة البحرية، هؤلاء الذين أكدوا أن كثيرا من حوادث النفوق للكائنات البحرية قد يرجع سببه إلى أنه ظاهرة طبيعية، تحدث بين الحين والآخر، بسبب تغير الأجواء خصوصا وأن السواحل الأطلسية تتسم هذه الأيام برياح قوية وأمواج غير مستقرة، إستدعت إصدار نشرات إنذارية للبحارة بمجموعة من الموانئ الوسطى والجنوبية .
وسجلت ذات المصادر أن ما يميز الكائنات البحرية عن غيرها هو حساسيتها المفرطة للتغيرات التي تطرأ على بيئتها، ففي كثير من الأحيان لا تستطيع التكيف مع الظروف المستجدة، من تغيّر في درجات الحرارة أو زيادة ملوحة البحر أو غيرها من التغيرات التي قد تطرأ عليها.
إلى ذلك إعتبر بعض المهنيين في إتصالات متطابقة مع البحرنيوز أن ظاهرة النفوق التي تشهدها مجموعة من شواطئ الوسط والجنوب، هي ناتجة عن الإستعمال المفرط لأدوات الصيد، فضلا عن تأثير موجات السونار القصيرة والمتوسّطة الصادرة عن السفن. وهو ما يضع عددا من الحيوانات البحرية في مواقف محرجة بسبب التشويش على مسارها وحياتها ، كما يعرضها لإصابات مختلفة تصل في أحيان كثيرة للقتل.