أعادت الشركة الصينية المغربية للصيد في أعالي البحار كميات كبيرة من القنينات البلاستيكية، والأشياء العضوية التي يجدها البحارة في شباك الصيد غلى ميناء الداخلة، بعد جمعها من طرف البحارة إستجابة لمذكرة مفروضة من إدارة الشركة تم تعميمها على الأسطول التابع لها، في خطوة مهمة للتحسيس بمخاطر تلوث البحر و الحيلولة دون الاستمرار في إعادة نفس النفايات إلى البحر.
واستدعت لجنة تابعة للشركة حلت بميناء الداخلة مصالح الوكالة الوطنية للموانئ بالمدينة، من أجل تسلم حجم الأكياس البلاستيكية والنفايات البحرية، التي تمت استعادتها و جمعها أثناء عمليات الصيد من مراكب الصيد في الأعالي التابعة للشركة الصينية المغربية، بحيث أنه بمجرد رسو السفن في الأرصفة يتم تفريغ تلك النفايات في صورة حضارية، لا تخلو من قيمة الوعي المهني بخطورة النفايات البلاستيكية في أوساط بحارة الأعالي.
وأصبح مألوفا لدى البحارة رفع كميات من النفايات البلاستيكية عالقة بين المصطادات في الشباك، بل و يخسرون أوقات مهمة من أجل فرز الأسماك وعزلها بتوصية من الشركة. وذلك بعد أن كان البحارة في وقت سابق يتجاهلون النفايات التي يعثرون عليها. حيث تمت مطالبة البحارة بوضع النفايات جانبا بشكل تطوعي، وتقديم صورة حضارية في المحافظة على البيئة البحرية التي توفر لهم فضاء العمل، حتى أصبحت العملية أكثر ترسيخا، بحيث أن بحارة الشركة قد وافقوا على لعب دور صائدي النفايات البلاستيكية.
وأفادت تصريحات متطابقة لمجموعة من الربابنة المشتغلين بالسفن المنتمية للشركة الصينية المغربية لجريدة البحرنيوز، أن رجال البحر قد وقفوا على عواقب الوجود المفرط للبلاستيك في البحر، حيث أن الظاهرة كانت نادرة في وقت سابق، لكن الوضع تدهور بشكل خطير. ونوهت المصادر بقرار الشركة الرامي إلى تنظيم جمع القمامة البحرية في سفنها، في تحد كبير لحماية الحياة البحرية. وذلك من أجل ترسيخ الفكرة و تعميمها على سفن الصيد المختلفة، لرفع مستوى الوعي بمخاطر النفايات البحرية على البيئة البحرية، و على الكائنات و العوالق و الشعاب المرجانية.
و تابعت المصادر المهنية حديثها بالقول، أن مبادرة الشركة هي تمنح حلول عملية للأمل، في الحفاظ على الطبيعة البحرية، والحد من تلوثها إن تعممت التجربة على أسطول الصيد، بتجميع النفايات التي ترفعها الشباك، و تفريغها في الموانئ عوض إعادة رميها من جديد في البحر.
وأكدت مصادر مسؤولة من داخل الشركة الصيد في أعالي البحار، أن هذه الآخيرة قد أخذت على عاتقها ضرورة الانخراط الكلي في الحفاظ على البيئة البحرية، من خلال إلزام سفنها باستعادة وجمع مختلف النفايات التي يجدها البحارة في الشباك. بما يعزز التزام الشركة بالقوانين واللوائح البيئية والاتفاقات المعمول بها، كقناعة تنتصر لكون الحفاظ على البيئة البحرية، يعتبر أحد الجوانب الأساسية في استمرارية البحار على طبيعتها، حفاظا على التنوع الحيوي و النظام البيئي، كمحيط تتعايش داخله مختلف الكائنات البحرية، مما سيوفر بيئة غنية تتيح العمل و العيش للبحارة.
و تابع المصدر المسؤول أن تأثير النفايات البلاستيكية على البيئة البحرية، قد تأكدت بعد تراجع حجم المصطادات السمكية، فإذا لم يكن البلاستيك هو المسؤول عن هذا الانخفاض في المخزون السمكي، فإن تغير المناخ والصيد المفرط لهما دور أيضاً، وهو على أية حال هو الأكثر وضوحاً، بحيث أن الأسماك بسبب اللمعان، تبتلع القمامة البحرية و عن طريق الخطأ. و هدا يضيف المصدر، لا يخلو من العواقب على صحة الأسماك التي تتسمم و تموت، بل و تنقرض في بيئة ملوثة. كما أن النفايات البلاستيكية تغطي سطح القاع البحري، و تحول دون وصول الأسماك إلى بيئتها و مناطق تكاثرها. فكان من المنطقي يقول المصدر المطلع من داخل الشركة الصينية المغربية، إدراج بحارة السفن في خطة مكافحة التلوث البحري. و قوة المبادرة هي مهمة للغاية تبرز المصادر، و فعالة لأن البحارة هم في أحسن وضع لإقناع المجتمع بمخاطر البلاستيك.