ذكرت مصادر إعلامية أن الشركة الاسبانية ابينغاو (Abengoa) قد وضعت تحت الحماية القضائية بالمحكمة التجارية لـ سيفيي” باسبانيا، وذلك بعد الاتفاق الذي وقعته الشركة لإعادة هيكلة ديونها مع مقرضين وصناديق تمويل. إذ يرتقب أن تعبئ الشركة من هذا الاتفاق نحو 1.1 مليار اورو.
وأدت الأزمات المالية المتتالية للشركة الإسبانية للطاقة المتجددة “أبينغوا” إلى تعثر كبير في المشاريع التي تشغلها بالمغرب، خاصة مشروع محطة تحلية مياه البحر بأكادير الذي لا تزال انطلاقته الفعلية متأخرة إلى حد الآن.
و جاء المشروع في إطار اتفاقية من نوع “بوت” (بناء، تشغيل، نقل الملكية) بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب و المجموعة المقاولاتية التي تضم شركة “أبينغوا” الإسبانية و شركة “أنفراماغوك”.
و كان من المتوقع أن يخرج هذا المشروع إلى أرض الواقع قبل سنوات من الآن، وذلك للأهمية التي يكتسيها كونه أول مشروع بالمغرب يتبنى تحلية مياه البحر بمنطقة أكادير. خاصة من حيث التزويد بالماء الشروب و المساهمة في تدارك العجز المائي الذي تعرفه المنطقة و الذي يمكن أن يتفاقم في غضون السنوات المقبلة.
وتم تخصيص ميزانية فاقت مليار درهم لإنجاز المشروع، في ظل تعدد التجهيزات و البنيات التي كان يرام إنجازها. إذ تضمن المشروع إحداث محطة لتحلية مياه البحر تصل طاقتها الإنتاجية إلى 100 ألف متر مكعب من الماء المحلى باليوم، مع إمكانية تزايد هذه الكمية في أفق 2030، إلى جانب مأخد للماء و محطة أخرى خاصة بضخ المياه المعالجة وكذا قناة للتصريف في البحر بالإضافة إلى قناة للربط بين محطات المعالجة و خزانات التوزيع.
يذكر أن الشركة الإسبانية قد سبق لها و أن قامت بإلغاء عدة اتفاقيات لها مع مجموعات و مقاولات عالمية، وذلك بهدف الخفض من ديونها المتزايدة، وهو ما يجعل إتفاقها مع شركائها في مشروع محطة تحلية المياه بأكادير حسب تصريحات بعض المهتمين ، مهدد بدوره بخطوة ممائلة في ظل الصعوبات المالية التي تتخبط فيها الشركة التي تدبر مجموعة من المشاريع بالمملكة.