إختارت شركة “Comptoir Naval” المتخصصة في بيع المعدات البحرية، تكريم ربّان مركب الصيد كاب سبارطيل، الذي أفلح مؤخرا في إنقاذ 14 بحارا من موت محقق، وذلك على طريقتها الخاصة، بإهداء الربان رماثة نجاة “radeau de sauvetage” يتسع ل 8 بحارة، إشادةً بتدخله البطولي في تجنيب السواحل الجنوبية للمملكة، فاجعة إنسانية بعد إحتراق مركب الصيد بالجر الحسايني بالمياه الجنوبية. وذلك بحضور مجموعة من الفاعلين يتقدمهم مندوب الصيد البحري بأكادير.
وقالت دليلة الكوهن المسؤولة الإدارية عن الشركة، التي كانت قد زوّدت المركب بسترة النجاة من نوع plastimo، “إننا فخورون جدا بأن تكون سترة النجاة، التي نسوّقها فاعلا أساسيا في عملية الإنقاذ، خصوصا وأن البحارة ظلوا لما يقارب الساعة في المياه. حيث أكدت المسؤولة على التواصل أن سترة النجاة، أصبحت اليوم من المكونات الأساسية للمركب، وأداةً لا محيد عنها في صناعة السلامة البحرية”.
وسجّلت ذات المسؤولة الإدارية، أن إنقاذ روح بشرية لا يقدر بثمن، فبالأحرى إنقاذ 14 بحارا، لدى فتقديم هذه الهدية “radeau de sauvetage” لربان مركب الصيد الساحلي كاب سبارتيل، هي تحمل الكثير من الدلالة والإشارات، لأن سترة النجاة وحدها غير كافية، وإنما اليوم حان الوقت للمرور إلى تعميم طوافات النجاة على كل المراكب، للحد من ظاهرة فقدان البحار في حوادث بحرية.
وكانت الشركة قد إستقبلت في وقت سابق ثلة من بحارة المركب المنكوب، من أجل الإطمئنان على صحتهم ووضعيتهم الحالية، والإستماع لملاحظاتهم بخصوص سترة النجاة، في ظل تتبع خذمة ما بعد البيع، التي تقدمها الشركة لزبنائها. وذلك بحضور الشركة المصنعة للعلامة الفرنسية Plastimo، التي تملك خبرة في هذا المجال لقرابة خمسة عقود. حيث إستمع مكونات الشركة بإمعان لمختلف الملاحظات والشهادات التي قدمها البحارة.
وأكد البحارة أن سترة النجاة Plastimo، كان لها الدور الكبير في عملية الإنقاذ، خصوصا وأن الفترة بين الإرتماء إلى البحر ووصول مركب الصيد الساحلي بالجر كاب سبارطيل، كانت طويلة فاقت 50 دقيقة، وهي مدة ليس بالسهل قضاؤها في وسط المياه، في الظروف المناخية الصعبة التي كانت تعرفها السواحل المحلية، المتسمة بالبرودة، وتضارب الثيارات. وهي كلها معطيات لم يكن بالسهل تخطيها، في ظل الظروف النفسية الصعبة، التي كان يمر منها الطاقم، لولا وجود سترة النجاة، التي يجب على كل البحارة إرتدائها بشكل متواصل.
إلى ذلك أجمع بحارة المركب على أن سترة النجاة لوحدها، تبقى غير كافية أمام الصدمات الكبرى، فلا بد من تعزيز عتاد الإنقاذ، المرتبط بالمراكب برماثات النجاة، وهي عبارة عن قارب أو عائمة نجاة مطاطية قابلة للنفخ لأنقاذ أفراد السفينة، الواقعة في خطر. إذ تبقى هذه العائمة المطاطية عز الطلب في هذه المرحلة، لما تتوفر عليه من إمكانيات تتيح للطاقم في حالة مواجهة أخطار على ظهر المركب، النجاة من الغرق، حتى ولو كلفهم ذلك المكوت لأيام في البحر.
يذكر أن رواق شركة Comptoir Naval قد توّج ضمن الأروقة المتفوقة بمعرض أليوتيس، فقد تسلمت الشركة درع المعرض من يد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، نظير تميز رواق الشركة الذي عرف حسب إداريي الشركة، زيارات قياسية من لدن الفاعلين في قطاع الصيد البحري، والمستثمرين المهتمين بمجال المعدات البحرية.
