عاجل : أصداء تتحدث عن تمديد الراحة البيولوجية للأخطبوط لأسابيع إضافية بعد التراجع الكارتي للمصيدة

حالة من الصدمة والدهول سيطرت على أشغال إجتماع لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط، بعد أن كشفت أرقام إحصائية مبدئية قدمها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ظلامية المشهد، وسط حديث عن تراجع للكتلة الحية ب 60 في المائة. وهي حقيقة كانت بمثابة  صفعة قوية لمختلف متتبعي قطاع الصيد البحري بالبلاد، وكذا تدبير هذه المصيدة. حيث أن الوسط المهني وجد نفسه أمام صدمة تأجيل إنطلاق الموسم الصيفي، إذ  تشير كل التوقعات الحائطة باللقاء، أن موسم صيف 2022 لن ينطلق في موعده المحدد بالمصيدة الجنوبية للمملكة، وإنما قد تمتد الراحة البيلوجية لأزيد من ثلاثة أسابيع إضافية جنوب بوجدور، في إنتظار القرار الرسمي لقطاع الصيد بخصوص هذه التطورات التي تعرفها المصيدة المجنوبية. 

فأن يتحدث المعهد الوطني للبحث عن تراجع هذه الكتلة الحية ب60 في المئة، هو أمر جلل، وكارثي بكل المقاييس يعيدنا إلى سنوات الأزمة، حيث السؤال العريض ما فائدة الراحة البيولوجية؟ لاسيما في ظل هذا التقهقر، الناجم عن سلسلة من السلوكيات الإنسانية، التي تحتاج لتحرك عاجل لوقف فوضوية المشهد بمصيدة الأخطبوط، ومحاصرة القوارب غير القانونية، والقطع مع التهريب الذي إنتعش لمستويات خطيرة أمام تقاعس مجموعة من المتدخلين عن أداء أدوارهم ، لتكون النتيجة قطعا ما تم إعلانه اليوم، بعد ان جنت هذه السلوكيات الشادة على المصيدة دمارا شاملا، يشكل اليوم حاجزا امام إستئناف الموسم في وقته المقرر في فاتح يونيو القادم.  فالأخبار التي تسربت من داخل اللقاء، تحدثت على أن هناك توجه في دواليب القرار، في إتجاه تمديد الراحة البيولوجية لأزيد من ثلاثة أسابيع، لحماية الكتلة الحية شريطة إفراغ المصيدة من مختلف الأنشطة الإنسانية التي تضر بالأخطبوط.

وأمام هذا التراجع القوي والرهيب الذي شكل كابوسا مزعجا للمهتمين بالثروة السمكية للبلاد، وكذا القائمين عليها، فإن لقاء لجنة تتبع المصايد، خلص إلى ضرورة التعجيل بإتخاذ سلسلة من الإجراءات الإحترازية والتدبيرية، يبقى أبرزها تفعيل لجان مركزية للتواصل مع مختلف المتدخلين، وتتبع الوضع المهني على الأرض، لضمان إعادة الإستقرار للمصيدة. فيما شكل اللقاء مناسبة أمام عدد من الفاعلين للدعوة إلى إقران المسؤولية بالمحاسبة ، والضرب بيد من حديد على يد مختلف الإنتهازيين الذين أوصلوا المصيدة إلى ما هي عليه اليوم. فأن تكون أنتى أخطبوط واحدة مؤهلة لضخ 50000 أخطبوط جديد على شكل بيض، فإن الكارثة تؤكد جسامة الموقف عندما يقوم قارب غير قانوني  بصيد طن من إنات الأخطبوط ، هنا يظهر حجم الدمار والتخريب، الذي تتسبب فيه مئات القوارب، وألاف الشمبريرات، وغيرها من القطع غير القانونية التي تعيث فسادا بمصيدة الجنوب بتحفيز من عدد أرباب وحدات التجميد وبتساهل من طرف السلطات المختصة.

وحتى وإن خلصت اللجنة إلى اتفاق يحدد إنطلاق الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط بعد ثلاثة غلى أربعة أسابيع إضافية من الراحة البيولوجية فإن عدد من الفاعلين يرى في هذا التمديد مناسبة سانحة، أمام المهربين والإنهازيين من أرباب وحدات التجميد لتحقيق المزيد من الثروات على حساب مصيدة الأخطبوط، فإن الخروج إلى البحر من عدمه هو مرتبط بدراسة وضعية المخزون، والتي لن تتشافى في أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وحتى يقول مصدر مطلع، وإنما تحديد تمديد الراحة البيولوجية من شأنه إعطاء وقت إضافي للفاعلين القطاعين، لإستخلاص القرارات المناسبة في هذا السياق، حيث من المنتظر ان تحمل الأيام القادمة مفاجأت من العيار الثقيل بخصوص مصيدة الأخطبوط.

إلى ذلك إلتقط المجهزون بعض المؤشرات، التي تقدم إستنتاجات بكون الكوطا الصيفية، ستسجل إنخفاظا بقرابة 20 إلى 30 في المائة، مقارنة مع الموسم الصيفي المنصرم. وهو ما يجعل المجهزين لاسيما في اعالي البحار أمام وضع لا يحسدون عليه، بسبب الإرتفاعات القوية التي يعرفها قطاع المحروقات وكذا المواد الأولية المستعملة في رحلات الصيد، وهي معطيات تزيد من تأزيم الوضعية المادية للشركات ومعها الأطقم البحرية التي ستجد انفسها أمام عطالة لم تكن في الحسبان.