قال عبد الرحيم الهبزة الفاعل المهني في قطاع السمك الصناعي ، أن الزيادة التي تم إعلانها يوم الخميس 13 يناير 2022 تبقى معقولة ، حتى وإن كانت لا ترقى لتطلعات مهنيي الصيد الساحلي والأطقم البحرية عموما ، هؤلاء الذين كانوا يراهنون على زيادات أكبر من التي حققتها المفاوضات .
وأوضح عبد الرحيم الهبزة المدير العام لمجموعة الهبزة القابضة في تصريح للبحرنيوز ، أن الزيادة لا تعني أن الأمور إنتهت عند هذا الحد ، وإنما هي زيادة مرحلية فرضت تفاصيلها الظرفية ، حيث أن المفاوضين من المهنيين هم على درجة عالية من المعرفة بخصوصية المرحلة وتحدياتها الإقتصادية والإجتماعية ، وهو منطلق كان له الأثر في سير المفاوضات ، بل ورفع حجم الزيادة إلى 28 سنتيما بعد أن كان المصنعون يحصرون سقف الزيادة في 20 سنتيما.
وأضاف الهبزة الذي يحمل ثلاث قبعات في الصيد الصناعي ، كمجهز وتاجر ومصنع ، أن الظرفية الحالية تتسم بالكثير من التحديات للمصنعين، خصوصا على مستوى وحدات التصبير، في ظل الزيادات الصاروخية في الزيوت التي تستعمل في مجال التصبير والتي إرتفعت ب 80 في المائة ، إلى جانب إرتفاع اثمنة “اللاطا” بأزيد من 35 في المائة ، دون إغفال الزيادة الحاصلة في الكهرباء والنقل والشحن وغيرها من التحديات، التي تضع تنافسية المنتوج المغربي على المحك في علاقته بالأسواق الدولية في ظل المنافسة الحاصلة مع دول أخرى على مستوى الحوض المتوسطي .
وإعتبر عبد الرحيم الهبزة أنه لا يمكن أن نسمح لأنفسنا اليوم كفاعلين مهنيين في القطاع بأن نحمل المصنعين أكبر مما تتحمله المرحلة ، مشيرا في ذات السياق أن المصنعين في آخر المطاف هم شركاء لنا والزبون الأول لأسماكنا. وأكيد أن الكل يعرف بأن العديد من وحدات التصبير كانت قد اغلقت أبوابها في وقت سابق من العقد الماضي، بما يعنيه ذلك من فقدان عدد كبير من فرص الشغل ، بالنظر لأهمية قطاع التصبير في التشغيل والتنشيط الإجتماعي.
إلى ذلك أكد المصدر أن البولميك الحاصل على مستوى منحة البحارة ليس في محله، لأننا اليوم أمام زيادة سيتقاسمها المجهز والبحار، بإعتباره شريك في الإنتاج، ولا يمكن أن نحصر إنعكاس الزيادة على البحارة في حدود المنحة. فمن غير المعقول إختزال الزيادة التي تبقى إستثنائية عند إستحضارنا للتحديات التي تطبع الظرفية الحالية ، في الحديث عن 5 سنتيمات كمنحة للبحارة. هذه الآخيرة وبالرغم من محدوديتها، فقد حولت المنحة في آخر المطاف من مجرد شعار إلى واقع، سيصبح محط نقاش في جداول أعمال التمثيليات المهنية ووأرضية للتفاوض في قطاع الصيد الساحلي .
وسجل الفاعل المهني في قطاع السردين أن تمثيلية مجهزي الصيد هم اليوم على موعد مع فتح أوراش كبيرة تتعلق بمراجعة أثمنة المحروقات، التي تلتهم ميزانية كبيرة من رحلات الصيد ، وكذا مراجعة مجموعة من الإقتطاعات التي تؤثر بشكل مباشر على مداخيل المجهزين والبحارة ، حيث حان الوقت لإعادة النظر في الكثير من الإقتطاعات التي تأخد من المبيعات الإجمالية ، ولا تستحضر نفقات الرحلات .
واشاد المصدر في ختام كلامه للبحرنيوز بالنضج الذي أبان عنه الكثير من الأطقم البحرية في تفهمهم لمسار المفاوضات، وكذا النتائج المحققة على الأرض، والتي أصبحت مكتسبا من مكتسبات المهنيين ، في إنتظار مكتسبات أخرى ستأتي في حينها ، مشيرا في ذات السياق إلى المسؤولية التي طبعت لقاء التفاوض برئاسة من الكاتبة العامة لقطاع الصيد، والتي سهل وجودها على المجهزين والمصنعين تطوير النقاش والوصول إلى نتائج تراعي مصالح مختلف المتدخلين في العملية الإنتاجية .