يعيش بحارة الصيد الساحلي حالة من التدمر في ظل المردودية الضعيفة للبياخي الصيفي، تزامنا مع عطلة عيد الأضحى الأبرك، حيث أظهرت عملية الحساب التي تطال عائدات البياخي بعد توقف أنشطة الصيد، محدودية على مستوى الحصص. فيما أكدت مصادر عليمة أن المردودية تراجعت بأزيد من 50 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
محمد الزاهري واحد من مدراء مكاتب الحسابات المتخصصة في عمليات الحساب المرتبطة بقطاع الصيد الساحلي، أكد للبحرنيوز، أن عملية الحساب هذا الموسم إتسمت بالمحدودية والتراجع، حيث ان قيمة الحصة تراجعة بأزيد من 50 في المائة، مبرزا في ذات السياق أن البحارة، الذي يشتغلون بالموانئ الوسطى بين أكادير والعيون، كانت مردوديتهم في غالبيتها ضعيفة جدا، فيما أكد ان نشاط مراكب الصيد كان أفضل بالداخلة، كما ترصد ذلك الأرقام المحققة،حتى وإن طالها هي الأخرى تراجع مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2020.
وفي ذات الإطار أفاد أحمد إذ عبد المالك مجهز في قطاع السردين، العضو في النقابة المهنية لأرباب مراكب الصيد الصناعي، أن مردودية المراكب على العموم لم تكن بالجيدة، رغم أن بعضها إستطاع تحقيق أرقام مهمة. فواقع الحال يؤكد أن مصيدة السردين أصبحت غير مستقرة، وطفت على السطح أسماك أخرى من قبيل الرابوز، وهي مؤشرات مقلقة، تؤكد وجود خلل ما على مستوى توازن الكتلة الحية، وهو ما يتطلب اليوم إعادة النظر بكثير من الجدية في مستقبل هذه المصيدية، التي تعد المزود الأساسي لسوق الإستهلاك، وكذا النشاط الصناعي المرتبط بالتصبير .
من جانبه أكد الحسن جمال فاعل نقابي في قطاع الصيد الساحلي في تصريح للبحرنيوز، ان بحارة الصيد الساحلي يواجهون ظروفا صعبة، في ظل تراجع المردودية إلى مستويات متدنية في الآونة الآخيرة. مبرزا في ذات السياق أن هزالة الحصص كانت منتظرة إلى حد بعيد ، في ظل مجموعة من السلوكيات الشادة، التي أضرت بالمصايد، لاسيما إستهداف صغار الأسماك السطحية الصعيرة والتهريب، دون إغفال التغيرات التي تعرفها جل المصايد بالساحل الوطني.
إلى ذلك تشير مصادر متطابقة، أن الإشكالية التي تنخر القطاع تبقى بالدرجة الأولى هي التهريب والفقيرة، حيث أن الكثير من الربابنة يختارون تصريف نسبة مهمة من المصطادات في السوق السوداء، سواء لمعامل الدقيق أو كذا للتجار الذين يتوجهون لأسواق الإستهلاك، حيث يراهن الربابنة على تحقيق مداخيل آنية وكذا صيانة الكوطا الفردية، وهو معطى عادة ما يؤثر بشكل سلبي على مداخيل البحارة أثناء عملية الحساب.
وسيجد تلة مهمة من بحارة السردين، أنفسهم أمام مجموعة من التحديات المالية، خصوصا وأن الرهان كان كبيرا على البياخي المنتهي، في تحقيق مداخيل مهمة لضمان نوع من التوازن في مالية البحارة المنهكة بالديون، وسط تطلعات لما ستحمله العودة إلى المصايد عند إنتهاء عطلة العيد من إنفراجات، تعيد المياه لمجاريها مع الدخول الإجتماعي الجديد.