دعا خبراء ومختصون، أمس الخميس في ندوة علمية نظمت في إطار مهرجان “أسماك” الدولي بطنجة تحت عنوان “علاقة الإنسان بالموارد البحرية بين الطبخ والإقتصاد”، على إعادة الإعتبار للنظم الغدائية وإعادة التوازن للمائدة المغربية بإستحضار الأطباق المصنوعة من الأسماك والموارد البحرية تماشيا مع الإمتداد البحري للمغرب بإعتباره يتوفر على واجهتين بحريتين.
وأفاد المشاركون في هذه الندوة أن مستقبل التغذية في العالم هو مرتبط بشكل كبير بالأسماك وفق ما اشارت إليه مجموعة من التقارير الصادرة عن المنتظم الدولي والمغرب ليس بمعزل عن هذا الرهان بإعتباره بلد منتج ومصدر 
للأسماك في ظل إمتداد واجهتيه البحريتين حيت أكدت نزهة صلاح الدين، المديرة الجهوية للمكتب الوطني للصيد في مذاخلة لها بالمناسبة على أهمية الثروات البحرية المغربية مسجلة أن المغرب يحتل المرتبة الأولى في تصدير سمك السردين والخامسة والعشرين عالميا في باقي الأسماك، فيما يعيش أزيد من ثلاثة ملايين من المواطنين على الصيد فقط،.
وفي ظل هذه الأرقام المقدمة تعجب المشاركون في الندوة لحال المغاربة الذين أغوتهم الوجبات السريعة وسيطرت على توجهاتهم عدد من العادات الغدائية الخاطئة التي من شأنها الإضرار بصحتهم في وقت كان من الأجدى لهم الرهان على 
الفوائد الغدائية للأسماك التي وضعها الخبير الغذائي محمد الفايد في مصاف النباتات لعدم احتوائها على كل من “الكوليستيرول والكولاجين”، نظرا لكونها تنموا في وسط خالي من أي جراثيم خبيثة. هذا في الوقت الذي يحتوي فيه السمك يقول الأستاد الجامعي الفايد على مجموعة من مضادات السرطان والأحماض بالإضافة إلى كمية كبيرة من الكاليسيوم.
وقد شكلت هذه الخصائص التي تميز الأسماك فرصة للدعوة إلى تثمين هذه الثروة البحرية عبر إحترام محيطها حيت سجل محمد البوعناني الإعلامي المتخصص في مجال البحر أن هذه الثروة هي ملك لكل المغاربة غير ان هؤلاء يقول البوعناني ظلوا 
يجهلون الطريقة المثلى للتعامل معها وحمايتها رغم إرتباطهم التاريخي بالبحر الذي بوء المغرب مكانة خاصة على مدار الأزمنة وتعاقب الثقافات.
تبقى الإشارة أن المهرجان المعول عليه في التشجيع على إستهلاك الأسماك والذي ستتواصل فعالياته بتنضيم معرض للطبخ بمشاركة عدد من الطباخين المشهود لهم بتفوقهم في مجال الأسماك هو منظم من طرف طلبة المعهد العالي للتدبير والتسيير “HEM”، حيث يسعون من خلاله إلى إبراز خصوصية منطقة البحر الأبيض المتوسط وما تتميز به مدينة طنجة من ميزات فريدة سيما على مستوى الثروة السمكية .
