“ألمزوق من برا أش خبارك من لداخل” مثال شعبي قديم جدا لكنه ينطبق على ميناء مدينة الجديدة في الوقت الراهن.
لعل أي شخص يمر بمحيط ميناء الجديدة دون أن يدخل إليه يخيل له أن كل شيء على ما يرام وأنه أمام ميناء بمواصفات عالية لكن ما أن تطأ قدماه أرضيته حتى يصطدم بواقع مرير نظرا للبنية التحثية المتآكلة والتي أكل عليه الدهر وشرب حيث انعدام النظافة رغم تواجد شركة متعاقد معها على صعيد جميع موانئ المملكة بما في ذلك مياه المرسى التي أصبحت مليئة بالقادورات والأوساخ دون أي اكتراث بالأطفال والممارسين للرياضات البحرية وكذا صحة البحارة…
هذا إضافة إلى بعض أركان الميناء التي أصبحت عبارة عن مراحيض عمومية يلجأ لها كل فرد أراد أن “يقضي حاجته” حيث الروائح الكريهة المنبعثة من هذه الزوايا .أما الفوضى فقد باتت شعار الميناء حيث السوق العشوائي داخل الميناء والذي لا تراعى فيه أدنى شروط الصحة والسلامة والذي يخلف كل يوم كمية هائلة من بقايا الأسماك التي تباع دون أية مراقبة صحية أو بيئية كون الشركة المكلفة بالنظافة تقوم في الغالب برمي هذه البقايا إلى مياه المرسى …
لكن الخطير داخل الميناء يبقى حالة السور الذي تساقطت بعض أجزائه دون أن تلجأ الوكالة الوطنية للموانئ لترميمه مما بات ينذر بوقوع كارثة في حال تساقط المزيد من أحجاره مستقبلا خاصة وأنه يعرف حركة غير عادية مع حلول فصل الصيف ونخص بالذكر هنا “المون” كما يحلو للبعض تسميته والذي يتم على طوله نصب خيام عشوائية لبيع السجائر والمشروبات الغازية والمأكولات السريعة أو الملففة بعد إعدادها مسبقا والتي تظل معروضة للبيع تحث حرارة الشمس مما يؤثر سلبا على صحة مستهلكيها .
فهل من تحرك للمسؤولين على الوكالة الوطنية للموانئ بالجديدة لتدارك ما يمكن تداركه أم أنهم يفضلون البقاء في الظل تفاديا للوقوف تحث حرارة الشمس…؟
الجديدة نيوز