تسببت الظروف الجوية الصعبة التي تجتاح السواحل والمطبوعة برياح قوية في انقلاب 7 سيارات تجارية على سطح باخرة قادمة من ميناء مارسيليا الفرنسي في اتجاه ميناء طنجة المتوسطي، مخلفة بذلك خسائر مادية وصفت بالهامة.
وحسب ما نقله موقع le 360 عن مصدر وصفه بالمطلع، فإن الحادث وقع بعد نحو ساعة ونصف من مغادرة الباخرة ميناء مارسيليا الفرنسي، وعلى بعد 20 ميلا، حيث سمع ذوي انقلاب السيارات التجارية، وهي الوحيدة المسموح بها مغادرة الميناء المتوسطي إلى جانب الشاحنات التجارية المحملة بالبضائع، حيث تصنف هذه العربات بكونها عربات “تجارية غير مرفوقة”.
وكشفت مصادر متطابقة في تعليقها على الحادث ، أن هذه الواقعة غير المقبولة حسب تعبيرها ، هي ناجمة عن الحمولة الزائدة ، حيث خلف الحادث موجة من الإستياء ، وسط نقاش حاد بخصوص مدى قانونية حمل هذا النوع من السيارات على سطح السفينىة ، في وقت توجد فيه عادة مناطق محددة لتثبيت السيارات على شكل كراج في أسفل السفينة .
ويرى خبراء في النقل البحري، أن إشكالية شحن البضائع على سطح السفينة تطرح الكثير من الجدل، لكونها تتصل بجوهر ابرام عقد النقل البحري الذي يتمحور في ضرورة ايصال البضاعة سليمة، وبحسب الحالة المدونة عليها في وثيقة الشحن. فهو ضامن ايصال الحمولة في ظروف جيدة الى الميناء المتفق عليـه، وإلا قامـت مسؤولية الناقل البحري عن الأضرار اللاحقة بالبضائع، نتيجة الخطأ الصادر مـن قبلـه، خاصـة اذا افترضـنا أنـه تولى عملية شحنها على سطح السفينة، دون احترامه للشروط والإجراءات الشـكلية، التـي تفرضـها التشريعـات الوطنية والدولية، كإخطار الشاحن بلحظة الشحن الفعلي على سطح السفينة، وان تم الحصـول عـلى موافقتـه أو تم ادراج شروط في وثيقة الشحن.
وبإستثناء حالة شحن الحاويـات عـلى السـطح، أيـن تفترض فيها موافقة الشاحن شريطة توفير سفينة مجهزة وحاوية تتلاءم مع طبيعة هذا النقل، وهو ما تؤكـده قواعد روتردام. وبخلاف ذلك يعد الناقل قد ارتكب انحراف غير معقول من جراء الشـحن غـير قـانوني.
ومن المنتظر أن تأخد الواقعة مسلكا آخر بعد رسو الباخرة بميناء طنجة المتوسطي، حيث من المنتظر أن تعمل سلطات الميناء، بعد هذا الحادث، على تطبيق إجراءات جديدة، من بينها تحديد كمية البضاعة، والوزن الخاص الذي سيتم نقله عبر هذه السيارات، والتي تنقل عددا من السلع الخفيفة، والأغراض الخاصة لأفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث، خصوصا في فترات هيجان البحر وسوء الأحوال الجوية.