كتبها للبحرنيوز: عمار الحيحي☆
تعد جودة وتثمين منتوجات الأسطول الوطني للصيد بالجر يعتبر لكسب عائدات إضافية، هاجسا يفرض نفسه بقوة على الوسط المهني في ظرفية صعبة للغاية، يعيشها هذا الصنف من الصيد بسبب التضاعف غير المسبوق لتكاليف الإنتاج . فغالبية التجار بأسواق السمك بالجملة التابعة للمكتب الوطني للصيد، يبررون ضعف تثمين المنتوجات البحرية بسبب موضوعي يتمثل أساسا في ضعف جودتها…
فمن خلال تجربتنا الميدانية والمتواضعة نلخص ضعف جودة المنتوجات البحرية للأسطول الوطني للصيد بالجر في أربعة عوامل أساسية نسردها كالتالي:
1- غياب منظومة التبريد بمعظم عنابر مراكب الصيد بالجر ( Système froid ) والإكتفاء بالطريقة التقليدية لحفط الأسماك ( الثلج ) الذي ينقص مفعولها مع طول المدة الزمنية للرحلات البحرية.
2- الملأ المفرط لصناديق السمك وتكديسها في العنابر بطريقة غير ناجعة، حيث أن الصندوق لا يأخذ مكانه الطبيعي فوق الصندوق الذي يوجد أسفله بشكل صحيح، علما أن هذه الصناديق صنعت بمعايير وقياسات محددة، لكي تثبت فوق بعضها البعض. والملأ المفرط (لعمارة) يجعل من تثبيت الصناديق بشكل فعال، امرا مستحيلا! مما يفقد الأسماك طراوتها وجودتها المطلوبة… والدليل على ذلك، أن المراكب التي تستعمل الباريط (أعواد خشبية تثبت بين الصناديق الممتلئة) تكون جودة منتجاتها أفضل بكثير من تلك التي لا تستعملها..
3- غياب مصنفي وتصنيف الأسماك (classificateurs et classification) بالمعايير المعترف بها عالميا على ظهر وحدات أسطول الصيد بالجر، إسوة بأسطول الصيد بأعالي البحار، خصوصا في التعامل مع الأسماك ذات القيمة المضافة والمعدة للتصدير ( الأخطبوط – الكلمار- الحبار – الصول.. إلخ..)، والإكتفاء بالتصنيف الثلاثي المتقادم، الذي أثبت قصوره ( لغليض – لمويان – الرقيق ) الشيء الذي يحرم المراكب من عوائد إضافية مهمة ..!
4- بيع الأسماك بالجملة بالصناديق وليس بالوزن ( poids ) بإستثناء الأخطبوط، الذي يباع بالوزن بدل الصندوق منذ سنوات. وهو. الشيء الذي اثبت نجاعته. وهو التحدي الذي يجب على المديريات الجهوية للمكتب الوطني للصيد وأسواق السمك بالجملة ان ترفعه عاجلا وليس آجلا..!
فواهم من ينتظر من الإدارة أن تقوم بكل شيء.. لأن تحديث المنظومة وتطويرها يعود أساسا إلى المهنيين ولاشيء غير ذلك.
☆ عمار الحيحي ربان صيد بالجر، ناشط مدني في مجموعة من الهيئات، ومدون مهتم بقضايا الصيد الساحلي صنف الجر