أفاد دبلوماسيون الاربعاء ان مجلس الامن يعتزم اصدار قرار قريبا يجيز للاتحاد الاوروبي التدخل في المياه الدولية في البحر المتوسط ضد سفن تهريب المهاجرين غير الشرعيين، وكان السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية للمجلس قال الاسبوع الماضي لدى اطلاعه الصحافيين على برنامج المجلس ان مشروع القرار يجيز للبحرية الاوروبية ان تتدخل ضد سفن المهربين “في اعالي البحار وليس في المياه الاقليمية” الليبية.
والاربعاء قال تشوركين ان مشروع القرار الذي يعتزم المجلس اقراره “محدود اكثر” من المشروع الذي طرح في بادئ الامر والذي كان يجيز كامل المهمة البحرية التي اقرها الاتحاد الاوروبي. واضاف السفير الروسي ان مشروع القرار الذي اعدته بريطانيا “قد يتم بالفعل اعتماده في ايلول/سبتمبر”.
بدوره قال دبلوماسي آخر في المجلس “نأمل أن يتم ذلك في الاسبوعين المقبلين قبل التئام الجمعية العامة للأمم المتحدة”. وفي غياب قرار من مجلس الامن يجيز التدخل في المياه الاقليمية فان اي تدخل اوروبي في المياه الليبية يحتاج الى موافقة السلطات في هذا البلد، الا ان الاخيرة منقسمة بين حكومتين وبرلمانين، في حين تقود الامم المتحدة وساطة لاقناع الاطراف الليبيين بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وبانتظار حل ازمة السلطة في ليبيا يسعى الاوروبيين للحصول من مجلس الامن على مظلة دولية لعملياتهم في اعالي البحار. واذا صدر القرار عن مجلس الامن فهو سيجيز لعناصر البحرية الاوروبية الصعود على متن السفن في اعالي البحار لتفتيشها. واذا وجد المفتشون الاوروبيون على متن هذه السفن مهاجرين يتم نقل هؤلاء الى ايطاليا حيث تتم دراسة ملفات طالبي اللجوء، في حين تقوم البحرية الايطالية بتدمير السفينة التي تولت تهريبهم او إعطابها، بينما يحال المهربون الى المحاكمة.
وكان الاتحاد الاوروبي اطلق مهمة بحرية لمكافحة سفن المهربين وهو يسعى للحصول على تفويض لها من مجلس الامن الدولي. ولكن المهمة الاوروبية تنحصر حاليا باعمال المراقبة وتبادل المعلومات، من دون ان يكون لديها تفويض باعتراض السفن وتدميرها.
وكان الاتحاد الاوروبي قرر انشاء هذه المهمة بعد حادث غرق قبالة ليبيا في نيسان/ابريل اسفر عن مصرع 700 شخص. وتشهد ليبيا فوضى امنية ونزاعا مسلحا فاقما الهجرة غير الشرعية عبر سواحلها التي تفتقد الرقابة الفعالة في ظل الامكانات المحدودة لقوات خفر السواحل الليبية وانشغال السلطات بالنزاع المسلح الدائر في ليبيا منذ عام.
وتتكرر حوادث غرق مراكب المهاجرين التي تبحر من ساحل ليبيا باتجاه ايطاليا نظرا لتكديسهم في مراكب متهالكة غالبا ما يتخلى عنها المهربون ويتركونهم لمصيرهم. ومنذ بدء النزاع في سوريا في اذار/مارس 2011، قضى اكثر من الفي شخص غرقا اثناء محاولتهم الوصول الى اوروبا بحرا. وحاول العديد من السوريين الذين وصلوا الى جنوب اوروبا بلوغ دولها الشرقية املا في الاستقرار في الدول الاغنى مثل المانيا والسويد.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “القادة الى اجتماع على مستوى رفيع حول الهجرة واللاجئين” يعقد في نيويورك في 30 ايلول/سبتمبر على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة.
وكالات