كشفت مريم منت اشفاقه محمد المختار موريتانية الأصل، أهمية التجربة الأكاديمية بمؤسسة المعهد العالي للصيد، التي إختارتها لمواصلة التكوين في سياق استكمال دراستها العليا بمدينة اكادير بالمملكة المغربية.
وقالت الطالبة التي تواصل دراستها للسنة الثالث داخل أسوار المعهد العالي للصيد البحري، بسلك الاجازة المهنية تخصص معالجة وتثمين الموارد البحرية في تصريح للبحرنيوز، أن التحاقها بالمعهد تم سنة 2019 بهدف استكمال دراستها، بعد استفادتها من منحة دراسية مقدمة من طرف الدولة الموريتانية للطلاب المتميزين.
وأوضحت مريم منت اشفاقه على أن إختيار المعهد العالي للصيد البحرى، أملاه شغفها وعشقها للمجال البحري منذ صغرها، مبرزة في ذات الصدد أن مقومات التأطير والتكوين متوفرة بشكل متميز بهذه المؤسسة، التي تضم اليات متطورة، و كفاءات تدريسية عالية المستوى، باعتباره المعهد الوحيد بالمغرب ككل وبإفريقيا، الذي يقدم تكوينا بحريا في قطاع الصيد بجودة عالية.
ويحل شهر رمضان الأبرك شهر العبادة والتجمعات العائلية تقول الطالبة الموريتانية، حيث تجد الفتاة نفسها بعيدة عن كنف السرة والعائلة ، غير أن المراسيم والطقوس الدينية الرمضانية بسوس تفيد منت اشفاقه ، لا تكاد تختلف عن تلك المرتبطة بهذا الشهر المعظم، على غرار أغلب الدول العربية والمغاربية خصوصا. إذ تواصل مريم الحديث عن اندماجها الإيجابي مع مكونات المؤسسة البحرية، بداية من طلابها مرورا بأساتذتها وأطرها الإدارية… هؤلاء الذين ساهموا بشكل مباشر في ازاحة قساوة الغربة المترثبة عن البعد عن الأسرة في رمضان.
ولم تخفي مريم التي نسجت علاقات قوية بمدينة الإنبعاث، حنينها للمراسيم الرمضانية التي كانت تقضيها برفقة عائلتها، حيث الأجواء الروحانية وكذا الأطباق التي تستمد خصوصياتها من ثقافة البلد وإمتداه الساحلي، حيث الحنين أكثر لتناول طبقها المفضل المعروف ب “فتاي”. وهي عجينة تشير الطالبة محشوة بالسمك وصلصة الحار.
حنين لا يطفِأه إلا تدوق الطبق بعد إعداه بمشاركة زميلاتها من الطالبات داخل الإقامة الداخلية للمعهد العالي للصيد البحري، وهي فرصة لتلاقح الثقافات وتبادل الوصفات المطبخية ، حيث الروابط المتمددة تفتح الشهية على التدوق، وإكتشاف الموروت اللامادي، المرتبط بالمطبخ الأمازيغي والعربي والإفريقي، ما يدفع نحو إشعاع الأطباق والتجديد في سياق تعزيز المكتسبات.