أثار النقاش الحاصل اليوم حول سمك البوراسي بمصيدة جبل طارق، الكثير من النقاش في صفوف الصيادين المحليين بالقصر الصغير ، لاسيما أن هذا النوع من الأسماك يكاد يكون ثراثا محليا يعتز به صغير الصيادين كما كبيرهم ، لما له من مردودية مالية تشكل أحد الروافد المهمة لتحسين مداخيل بحارة المنطقة.
ومع تعالي الأصوات الداعية إلى إعتماد راحة بيولوجية لهذا الصنف السمكي، وخصّه بمجموعة من التوجيهات الرامية إلى إعادة التوزن لمصيدة الزريقة الوردية أو ما يعرف بالبوراسي ، بدأت مطالب البحارة تعلوا إلى السطح، تدعو إلى إرفاق أي إجراء يخص هذا النوع من الأحياء البحرية ، بتدابير تراعي الجانب الإجتماعي للبحارة. مبرزين أن البوراسي هو سمك يتميز بقيمته المالية المرتفعة ، وكذا الطلب المتزايد عليه لدى ساكنة وزوار المدن الساحلية الشمالية. هذا في وقت تعرف فيه المصايد المحلية، عدم الإستقرار وتراجع الكثير من الأصناف السمكية مقارنة مع العقود الماضية.
وقال محمد الدواس رئيس تعاونية الصيد التقليدي بالقصر الصغير في تصريح للبحرنيوز، أن الجهات المسؤولة تناقش اليوم تخصيص راحة بيولوجية لسمك البوراسي، وهو النقاش الذي تمت إثارته في مجموعة من اللقاءات المهنية، وهو تداول يجب أن يستحضر بكثير من الإهتمام الجانب الاقتصادي و الاجتماعي لبحارة الصيد التقليدي، لاسيما بقرية الصيد القصر الصغير. هذه الآخيرة التي يعتمد مهنيوها على القيمة المالية لهدا الصنف من الأحياء البحرية. وذلك بغية إيجاد حلول توجه لمواكبة الصيادين المحليين، في الفترة التي سيتم إختيارها لإغلاق المصيدة في وجه رحلات الصيد كخيار لا يعارضه الصيا
وأضاف أن الإجراءات الجديدة االمرتبطة بتنظيم عملية الصيد بهذه المصايد، لابد لها من ضمان حقوق بحارة الصيد التقليدي، من قبيل إمدادهم بدعم شهري يحفزهم على تنفيذ مقتضيات التوجه الجديد . خصوصا بعد أن دق معهد البحث ومعه منظمات دولية ناقوس الخطر والقلق بخصوص واقع مصيدة البوراسي،. حيث يجمع الجميع على ضرورة توحيد الجهود في إتجاه اتخاذ خطوات احترازية، من قبيل اعتماد الراحة بيولوجية، وكذا التحكم في مجهود الصيد عبر تحديد “الكوطا” من سمك البوراسي إسوة بالجارة إسبانيا.
إلى ذلك أفادت مصادر محلية في موضوع متصل أن سواحل القصر الصغير تعرف شحا في المصطادات السمكية. وهو تناقص قد يكون ناجم معن عوامل بشرية و بيئية، والتي ساهمت بشكل مباشر في تراجع الكميات المصطادة باستمرار. حيث أبانت مصادر مطلعة من داخل سوق السمك بالقصر الصغير، أن التراجع الذي تعرفه المصايد المحلية، قد حمل معه تبعات سلبية بالمنطقة البحرية، يبقى أهمها اختفاء وتقلص المنتوجات السمكية المعروفة بالمنطقة بشكل رهيب مقارنة مع السنوات الفارطة.
وعزت ذات المصادر المهنية، أسباب اختفاء الأحياء البحرية و قلتها، إلى التدخل البشري، خصوصا الصيد الجائر الذي تمارسه بعض أصناف الصيد خصوصا مراكب الصيد بالجر التي تصطاد بمناطق محظورة ، وكذا تراجع صبيب الوديان التي كانت تصب بسواحل المنطقة بسبب السدود التي تم إنجازها. ناهيك عن الترددات االكهرومغناطيسية الصادرة عن الكابلات البحرية التي تمر من السواحل المغربية ، والتي تستشعرها الأسماك فتكون سببا في مغادرة المصايد.