لقي بحار مصرعه غرقا فيما أعتبر إثنان آخرين في عداد المفقودين وتم إنقاذ اثنين آخرين في حادث إنقلاب قارب للصيد التقليدي أول أمس الثلاثاء 30 يوليوز 2018، بالقرب من سواحل منطقة الدالية، قبالة مياه طنجة.
وحسب مصادر محلية فإن القارب الذي كان يستقله خمسة بحارة، كان في طريق العودة من رحلة صيد، محملا بالمصطادات قبل أن ينقلب قبالة ميناء طنجة المتوسط، حيث رجحت المصادر أن يكون سبب الإنقلاب مرور إحدى بواخر النقل على مقربة من القارب، الأمر الذي تسبب في فقدان طاقمه للتوازن والإنقلاب، خصوصا ان حالة البحر كانت تتسم بعلو الموج وسرعة الرياح. “كانت الماريا كبيرة والرياح قوية” تبرز المصادر المحلية.
وأكدت تصريحات متطابقة لفاعلين مهنيين في قطاع الصيد التقليدي بطنجة، أن الدرك الملكي البحري التابع لميناء طنجة المتوسط، قد افلح في إنقاذ بحارين، والحيلولة دون غرقهم ، فيما لفظت أمواج البحر جثة بحار من الثلاثة، بمحيط طنجة المتوسط، كما تم العثور على القارب مقلوبا، بعد أن لفضه البحر هو الآخر بمنطقة تعرف بواد المرسى.
إلى ذلك كشفت سلوى القشتول رئيسة جمعية التنمية لأرباب الصيد البحري التقليدي بطنجة، أن مجهودات تبدل في هذه الأثناء، رفقة بعض المحسوبين على أسر الضحايا، من أجل مباشرة عمليات تمشيطية بمكان الحادث، حيث تم التنسيق مع فريق من الغطاسين من أجل القيام بعمليات بحث بمحيط الحادث، خصوصا بعد ورود أخبار تفيد أن بعض أفراد الطاقم المنكوب لا تربطهم اي صلة بقطاع الصيد التقليدي.
وقال عبد العزيز العشيري رئيس الكنفدرالية المغربية للصيد التقليدي في إتصال مع البحرنيوز، أن قوارب الصيد التقليدي بشكلها الحالي، تساهم بدورها في الحوادث نظرا لصغر حجمها، حيث المطلوب اليوم مراجعة هندسة هذه القوارب، والرفع من حمولتها، مع عصرنة بنائها بإعتماد غطاء خارجي “الكوفيرتا” يقي البحارة تقلبات المناخ، خصوصا بطنجة. وذلك لكون بحر المنطقة يوضح المصدر، يتسم بالوعورة والصعوبة، “فنحن لدينا حنجرة البحر”، يقول العشيري، “يقدر يجي بحر واحد يكب في القارب وينزله للقاع “
وأضاف رئيس الكنفدرالية، أن لقاءا غير رسمي كان قد جمعه بوزير الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية والمياه والغابات، رفقة الكاتبة العامة لقطاع الصيد، على هامش التدشين الملكي لميناء الصيد البحري بطنجة، قد إلتمس فيه من الوزير، العمل على عصرنة قوارب الصيد وتأهيلها لتصبح مؤهلة أكثر لمجابهة الصعوبات التي توجهها في رحلات الصيد. حيث المطلوب اليوم يؤكد المصدر الجمعوي، الرفع من سعة القوارب الصغيرة، وإتاحة الفرصة للمهنيين من أجل الإبداع في هندستها، وتخصيص أماكن للإستراحة والإختباء. وكذا أماكن لتخزين المصطادات، فضلا عن معدات الصيد. وذلك إسوة بالجارة الشمالية إسبانيا.
وخلف الحادث الذي راح ضحيته ثلاثة بحارة ينحدرون من مدينة طنجة العتيقة، كثير من الأسى والحزن في صفوف مهنيي الصيد، فيما دعت مصادر مهنية البحارة إلى عدم المغامرة بالإبحار، دون التسلح بأدوات السلامة، والتي يبقى من أبرزها سترة النجاة.