كشفت ارقام رسمية لقطاع الصيد البحري بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات تهم مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، إرتفاعا مهما في الإنتاج على مستوى وحدات تهيئة المصايد بالمنطقة المركزية والمنطقة المتوسطية الأطلسية الشمالية عند متم 30 شتنبر 2022 .
ورصدت المؤشرات الرقمية التي حملها بلاغ صحفي صادر عن قطاع الصيد البحري ، إٍرتفاعا بنسبة 64 في المئة و 6.5 في المئة مقارنة بالفترة نفسها خلال سنة 2021 ، أي ما يعادل 907 431 طن خلال سنة 2022 مقابل 689 263 طن فقط خلال سنة 2021 بالمنطقة الأطلسية الوسطى، و 931 84 طن خلال سنة 2022 مقابل 769 79 طن خلال سنة 2021 بالمنطقة المتوسطية الأطلسية الشمالية.
ووفق ذات الأرقام التي أوردها البلاغ، فقد تميز تفريغ سمك السردين في المنطقة الوسطى (أ + ب) بتحسن جد ملحوظ بنسبة 155 في المئة مقارنة بسنة 2021. كما شهد سمك الشرن زيادة ملحوظة بنسبة 905 في المئة. من ناحية أخرى، انخفض سمك الماكرو والأنشوبة بحوالي 47 في المئة و65 في المئة على التوالي.
أسماك السطح الصغيرة تشغل أزيد من 35200 شخص بالمغرب
تعتبر أسماك السطح الصغيرة وفق ذات البلاغ من أهم الموارد السمكية التي تتوفر عليها المملكة المغربية حيث تشكل لوحدها أكثر من 80 في المائة من صنف الأسماك المصطادة، وتدر حوالي 3 مليار درهم في الاقتصاد الوطني كقيمة مضافة، فضلا عن كون هذا الصنف السمكي يشغل أزيد من 35200 شخص بالمغرب بشكل مباشر وتساهم بشكل كبير في تموين سوق الاستهلاك الداخلي.
تتميز أسماك السطح الصغيرة بتنوعها، حيث تتكون من أصناف السردين، الماكرو؛ الأنشوبة، الشرن والسرديلا ؛إذ يتربع صنف السردين على قائمة هذه الأصناف من حيث الوفرة. كما يتميز هذا النوع من الأسماك بتنوعه. ويرتبط المخزون السمكي الخاص بالأسماك السطحية بالظروف المائية والمناخية التي تطبع الساحل المغربي.
وتميزت العشرية الأخيرة (2010-2021) وفق بلاغ القطاع الوصي، بتسجيل مستويات هامة في العدد الإجمالي للمصطادات والكميات المفرغة المتأتية من أسماك السطح الصغيرة. وذلك بمنحى تصاعدي؛ كما شهدت سنة 2021 زيادة بنسبة 2 في المائة مقارنة بسنة 2020 من حيث مفرغات أسماك السطح الصغيرة. وهو ما يعادل كمية إنتاج تقدر ب 1مليون و 100 ألف و192 طن بقيمة 2 مليون و 679 ألف 399 درهم.
التخطيط المستدام رهان متواصل لعقلنة الإستغلال بمصايد الأسماك السطحية الصغيرة
انكب قطاع الصيد البحري على إطلاق برنامج تهيئة الأسماك السطحية الصغيرة، وذلك في إطار جهوده المتواصلة لمواجهة التحديات المرتبطة بالإدارة المستدامة للصيد، بهدف ملاءمة استغلال الموارد السمكية السطحية مع السعة الاستيعابية للمخزون السمكي؛ والحفاظ على الاستثمارات وفرص الشغل. وذلك من خلال تحديد سقف الاستغلال المسموح به حسب كل وحدة تهيئة ، يفيد نص البلاغ الذي توصلت به البحرنيوز.
وتم إنجاز هذا البرنامج بشراكة مع مختلف الفاعلين المهنيين، وذلك استنادا إلى مجموعة من المعلومات العلمية المتوفرة في المجالات البيولوجية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية. إذ تم تحديد شروط وكيفيات صيد الأسماك السطحية الصغيرة عن طريق المرسوم رقم 2.07.230، الصادر في 05 ذي القعدة 1429 بتاريخ 04 نونبر 2008 .
وعمل قطاع الصيد البحري على تنزيل ثمانية (08) إجراءات أساسية بغية ترشيد استغلال الأسماك السطحية الصغيرة وملاءمة استغلال الموارد السطحية مع السعة الاستيعابية للمخزون السمكي، من خلال تحديد ثلاث وحدات التهيئة: (المصيدة الأطلسية الجنوبية، المصيدة الوسطى والمصيدة الشمالية المتوسطية) واعتماد وتطبيق منطق التنطيق؛ مع إنشاء الحاصل الإجمالي من المصطادات TAC بالمصيدتين الوسطى والجنوبية؛ وتحديد الأصناف السمكية ونوع الأسطول المسموح له بمزاولة نشاط الصيد؛ وكذا الحصة الفردية من الأسماك السطحية الصغيرة بالنسبة لبواخر من صنف RSW وبواخر الصيد الساحلي بالمصيدتين الوسطى والجنوبية؛ كما عمد القطاع إلى تحديد المصطادات الإضافية بالنسبة لجميع الاساطيل؛ وتحديد مناطق الصيد المرخصة؛ ومناطق الإغلاق المكاني والزماني، مع تحديد الأحجام التجارية.
أزمة المصيدة الأطلسية الجنوبية في سنة 2021 تفرض تدابير جديدة
عمل القطاع حسب البلاغ الإخباري، على اتخاذ إجراءات إضافية أخرى خلال السنة الجارية، وذلك على ضوء المؤشرات الخاصة بتراجع الكتلة الإحيائية في المنطقة الأطلسية الجنوبية خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة لسنة 2021، وتهم هذه الإجراءات ، تحديد وحدات تهيئة جديدة واعتماد منطق التنطيق في وحدات تهيئة المصايد. فقد تم ترسيم الوحدة الأولى بين رأس كبدانا المحمدية بالمنطقة المتوسطية الأطلسية الشمالية؛ والوحدة الثانية : الدار البيضاء المحمدية بالمنطقة الأطلسية الشمالية. والوحدة الثالثة بين أكادير طانطان بالمنطقة الأطلسية الوسطى أ. وتهم الوحدة الرابعة العيون طرفاية بالمنطقة الأطلسية الوسطى ب . فيما تهم الوحدة الخامسة بوجدور بالمنطقة الأطلسية الجنوبية أ ؛ وآخيرا الوحدة السادسة على مستوى الداخلة المنطقة الأطلسية الجنوبية ب.
وعمدت الوزارة الوصية وفق نص البلاغ، إلى تحديد فترة الراحة البيولوجية بمصيدة الاسماك السطحية الصغيرة الأطلسية الجنوبية خلال شهر يناير 2022؛ وتمديد منطقة المنع بين المتوازيتين 24°ش-25°ش الى 20 ميل تحتسب انطلاقا من خطوط الأساس بالمصيدة الجنوبية؛ وإغلاق منطقتين لتمركز صغار السمك في طانطان وبين طرفاية و العيون على التوالي خلال شهري يناير ومارس 2022 بالمصيدة الوسطى. هذا مع تطبيق التناوب بين السفن، وتحديد الحجم الأقصى من المصطادات لكل خرجة بحرية من طرف مندوبيات الصيد البحري، لاسيما بمدن العيون وطانطان وآسفي، للحد من الإنتاج المفرط في بعض الفترات الزمنية.
تعزيز أليات المراقبة والتتبع لتكريس الاستغلال المستدام
تبقى المراقبة والتتبع آليتان لابد منهما لإنجاح أي إجراءات أو تدابير جديدة، حيث عمل القطاع الوصي على تعزيز عملية تتبع مسار كميات السمك المصطادة بواسطة البواخر من نوع RSW بميناء الداخلة،عن طريق تفويض مهمة اقتناء أبراج خاصة لعزل المياه خلال عملية وزن المفرغات للمكتب الوطني للصيد، إذ تمكن هذه الأجهزة من تحديد دقيق لكمية المياه المستعملة في مرحلة مناولة السمك بالشاحنات ذات الصهاريج المبردة. وذلك ابتداء من شهر نونبر 2022.
وعلى المستوى الوطني يشير بلاغ قطاع الصيد ، تسهر كل من مديرية مراقبة أنشطة الصيد البحري ومندوبيات الصيد البحري بتنسيق تام مع البحرية الملكية والدرك الملكي، على احترام الإجراءات المتخذة في مجال الاستغلال المستدام للأسماك السطحية الصغيرة . وذلك عن طريق نظام مراقبة وتتبع جميع مراحل الصيد، يرتكز على برنامج رصد السفن عبر الساتل VMSمن خلال المركز الوطني لمراقبة سفن الصيد. كما أن القطاع عمل على وضع برنامج وطني لمراقبة أنشطة الصيد تم تنزيله على مستوى مندوبيات الصيد البحري بسائر التراب الوطني.