نبش معرض “المغرب والبحر، من الأمس إلى اليوم”، المنظم منذ يوم الأربعاء 11 يوليوز بمركز ميناء طنجة المتوسط في تاريخ علاقة المغاربة مع البحار منذ القدم إلى الآن، أمس.
ويدعو المعرض، من خلال 80 لوحة بالعربية والفرنسية، الزوار إلى اكتشاف التاريخ البحري المغربي على مدى آلاف السنين، كما يقدم تشكيلة متنوعة من المواضيع لسبر أغوارها، انطلاقا من الملاحة إلى بناء السفن، مرورا بالتجارة والقرى الساحلية ونقل الثقافة البحرية بين ضفتي المتوسط.
ويضم المعرض، الذي تنظمه مجموعة طنجة المتوسط، خرائط ونقوشا قديمة وبعض المخطوطات والأرشيف والنصوص التاريخية، إذ تفسر كيف أن الموقع الجغرافي الفريد للمغرب، بين المتوسط والأطلسي، حكم عليه بالانفتاح كليا على البحر، هذا الأخير شكل مكونا أساسيا في تشكيل الثقافة الجمعية للبلد.
وأشارت مفوضة المعرض، ليلى أمزيان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعرض يهدف إلى تبسيط ونشر جزء من تاريخ علاقة المغاربة مع البحر، وهو تاريخ مجهول لدى العديد من الناس، مبرزة أنه “خلافا للأفكار الشائعة، كانت أقدام المغاربة مبتلة بمياه البحار على مر التاريخ”.
وقالت ليلى أمزيان، أستاذة التاريخ المعاصر ومنسقة مجموعة للبحث حول التاريخ البحري للمغرب، إن “تاريخنا الممتد لآلاف السنين انطلق من حقبة الفينيقيين الذين كانوا بحارة وتجارا من الطراز الرفيع، والذين نقلوا ثقافتهم البحرية إلى شعوب أخرى، وفي هذه الحالة إلى القرطاجيين، ومن بعدهم إلى الإغريق والرومان”، معتبرة أن “العلاقة مع البحار من خلال الموانئ والمنصات التجارية هي علاقة ضاربة في القدم حينما كان البحارة المغاربة، والذين كانوا يسمون رجال البحر، حاضرين في كل مكان”.
في هذا الإطار، أوضحت الخبيرة أن من بين الفقرات القوية لهذا المعرض توجد معروضات تتطرق إلى فترة القرون الوسطى، والتي تشكل أزهى لحظات التاريخ البحري والمينائي المغربي، بحيث أن الإمبراطورية، التي كانت تمتد على القارتين الإفريقية والأوروبية، تتوفر على أسطول يصل تعداده إلى 400 باخرة تجوب السواحل الممتدة من طرابلس الغرب إلى البرتغال اليوم.
في السياق ذاته، أضافت أن الحدث الثاني الأبرز يتمثل في الزمن المعاصر، والمتميزة بفترة أزمة التجارة الصحراوية للبلدان المغاربية، لكنها فترة تميزت أيضا بظهور المبادلات التجارية، والتي مكنت المغاربة من خلق الثروة بمحيط الموانئ الكبرى والصغرى على السواء، والتي أحيت من جديد الثقافة البحرية المغربية.
أما الحدث الثالث، تتابع الخبيرة، فيتجسد في الزمن الراهن والرؤية الملكية والتي أعطت، منذ حوالي 20 سنة، زخما جديدا للثقافة البحرية المغربية، من خلال تشييد الموانئ الكبرى، وفي مقدمتها طنجة المتوسط، والذي أصبح محور رحى النشاط التجاري، ليس فقط على مستوى الجهة، بل للمغرب ولجميع أنحاء العالم.
وأبرزت أن طنجة المتوسط يشكل أيضا محور الملاحة بمضيق جبل طارق وبين المتوسط وباقي المغرب والعالم من خلال خطوطه مع 174 ميناء في العالم.
وخلصت الخبيرة إلى أن الرؤية الملكية ما زالت متواصلة عبر إحداث ميناء جديد سيرى النور خلال العامين المقبلين، ويتعلق الأمر بالناظور غرب المتوسط، والتي سيعمل بتنسيق مع طنجة المتوسط لإحداث الرفاهية والثروة بالناظور ومناطقها المجاورة.
البحرنيوز: و.م.ع